يكافح العم محمد سليم دياربي «أبو حسن» البالغ من العمر 84 عاماً، من اجل تأمين قوت يومه وعائلته في هذه الظروف العصيبة، منذ 70 عاماً وهو يعمل «كحلونجي» داخل محله في صيدا القديمة، ولكن مع استفحال الازمة المعيشية والاقتصادية وطول أمدها...
تنتظم الحياة في صيدا القديمة على الرغم من ثقل الازمات على أبنائها والتي حولت كثيرين منهم عاطلين عن العمل على حين غرة مع طول أمدها، تعلو في احيائها وحاراتها الاصوات كل ينادي على بضاعته ليكسب قوت يومه بعيداً من ذلّ السؤال.
إغتيال مسؤول الارتباط والعلاقات العامة في قوات «الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان العميد سعيد علاء الدين الملقب بـ»أبو نادر العسوس» في عين الحلوة، أثار قلق القوى الفلسطينية ومخاوفها من بدء مرحلة جديدة من الاغتيالات الدموية، لذلك تسارعت التحقيقات الامنية لكشف ملابساتها ودوافعها ولوضع الجريمة في اطارها السياسي او الامني او الانتقامي او غيرها.
عاش مخيم عين الحلوة قطوعاً أمنياً أمس عقب اغتيال مسؤول الارتباط والعلاقات العامة في قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان العميد سعيد علاء الدين الملقب بـ «العسوس» داخل المخيم.
لم تهدأ المخيمات الفلسطينية في لبنان احتجاجا على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة واغتيال عدد من قادة «حركة الجهاد الاسلامي»، الشارع الشعبي يغلي كعادته ويكاد ينفجر غضبا، واصوات الاحتجاجات تعلو فوق ما عداها، تتراجع الهموم الانسانية والخدماتية وحتى لقمة العيش امام الدماء، يردد ابناء المخيمات «نريد كنس الاحتلال والحرية والعودة للمساعدات الانسانية قضيتنا سياسية بامتياز».
تتدحرج قرارات وكالة "الاونروا" لتشد الخناق على رقاب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بذريعة العجز المالي المتراكم، تتجاوز تقليص تقديماتها تدريجيا وخاصة الصحية منها والتربوية والخدماتية لتشمل عشرات الموظفين او المتعاقدين في برامجها، لتجعلهم عاطلين عن العمل في خضم تداعيات أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية يشهدها لبنان منذ ثلاث سنوات تقريبا.
تردّي الاوضاع المعيشية جراء الازمات الاقتصادية، دفعت بالصيداوي حسن الاوسطة الى تحطيم محله الكائن في حي "الحاج حافظ" في صيدا. استشاط غضباً حين أدرك انه لم يعد قادراً على الاستمرار في عمله في ظل الخسائر المتتالية وآخرها تلف 32 كيلو من الدجاج المسحب المعد للسندويشات بقيمة باهظة لم يكن يتوقعها أو يتحمّلها بسبب انقطاع التيار الكهربائي الدائم والاشتراك بين الحين والآخر.
إلتزمت صيدا بالحداد الوطني والاقفال في الذكرى السنوية الثانية لانفجار مرفأ بيروت الكارثي، وما زال الصيداويون مثل غيرهم من اللبنانيين ينتظرون معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة ومعاقبة المتورطين، وقد استذكر بعضهم ذكرياته الاليمة في كيفية النجاة من الموت اثناء مروره قرب المنطقة او العمل في مكان قريب.
يتأفّف الصيداوي عدنان وهو يخرج من سوق الخضار غاضباً، يحمل كيساً صغيراً فيه بضع حبّات من الليمون الحامض فقط، بعدما بلغ الكيلو الواحد نحو 30 ألف ليرة وفي السوبرماركت تجاوز الـ40 ألفاً، يقول لـ»نداء الوطن»: «اشتريت 4 حبات فقط لأني بحاجة اليها، لم نعد قادرين على الاستمرار هكذا ولا بصيص أمل في الأفق القريب».
في خضم الازمة المعيشية والاقتصادية اللبنانية الخانقة والتداعيات على الفلسطينيين في لبنان بشكل مضاعف، أعلنت"الأونروا" عن قرارين سيكون لهما انعكاسات على حياة اللاجئين،خاصة ان الضغط على الخدمات بات يلامس الخطوط الحمر، التي لم يعد مقبولا فيها احداث المزيد من التخفيض، بعدما وصلت الى مستويات متقدمة وباتت تهدد جوهر ووظيفة برامج الاونروا وهما: