محمد دهشة
أطلقت جمعية عمل تنموي بلا حدود - "نبع"، نتائج تقرير "العنف الالكتروني الموجهه ضد الشباب" بقيادة الشباب، الذي أعدته بالشراكة مع (Zavod Krog (Institute Circle وminstry of slovini وكشفت فيه ان93% من الشباب والشابات يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعتبر نسبة مرتفعة جدا، مما يعرض العديد منهم الى التنمر والتهكم...
في مقابل ان ثلث الشباب في لبنان عاطلين عن العمل، مما يجعلهم أكثر عرضة لارتكاب الجرائم والعنف وتحديدا العنف الالكتروني والذي يعتبره العديد من الخبراء الاسهل من خلف الشاشات.
وقد شارك في التقرير نحو 60 شابا وشابة على مدى شهر كامل، واعتمدوا خمسة مراحل لجهة اختيار الباحثين (20 مناصفة بين الشباب والشابات) ووضع اسئلة حول العنف الالكتروني (29 سؤالا)، تعزيز مشاركة الشباب من خلال تدريب كل باحث (لملء 15 استمارة)، استهداف الشباب (602 شابا وشابة) من مختلف الفئات والجنسيات في منطقة صيدا ومخيم عين الحلوة، وصولا الى التحليل والربط واستخلاص النتائج.
واطلاق النتائج، جرى في مؤتمر عقد في بلدية صيدا، بحضور ممثل النائب الدكتور عبد الرحمن البزري محمد الددا، قاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد ابو زيد، أمين سر تجمع المؤسسات الاهلية في منطقة صيدا ماجد حمتو، ممثلي هيئات المجتمع المدني والباحثين والمستهدفين وناشطين اجتماعيين.
افتتح المؤتمر بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ثم تقديم مشهد تمثيلي حول العنف الالكتروني الذي يمكن ان يتعرض له اي شخص في المجتمع وكيفية التعامل معه، ومن هي الجهات المختصة بذلك، وقد حمل العرض رسالة توعوية موجهة الى كافات الفئة حول العنف الالكتروني والابتزاز.
ودعا حسين بكري بإسم "الشباب المشاركين"، اترابه وجيله الى التحلي بالامل والتفاؤل والسعي الى ايجاد الفرص وترك العزلة والكآبة، فالشباب الناجح هو من يسعى لإحداث التغيير الذي يرغب بأن يراه في المجتمع، شاكرا جمعية نبع على جهدها "في تمكيننا من لمعرفة حقوقنا والمطالبة بها".
وفي فيديو مصور، أثنت الممثلة الخاصة بشأن العنف ضد الاطفال في الامم المتحدة السيدة نجاة مجيد، على الجهد الذي قامت به جمعية "نبع" للوصول الى هذه النتائج، واكدت انه من الضروري جدًا حماية الأطفال والشباب من الأذى، وشددت أن كافة أشكال العنف ضد الأطفال يمكن منعها، ودعت إلى توحيد الاستجابة من قبل كافة فئات المجتمع لإنهاء العنف ضد الأطفال كما تعهدت بوضع كافة توصيات الشباب التي جاءت في تقريرهم في تقريرها الذي سيتم رفعه لمجلس حقوق الانسان عام 2023.
وعرض ممثل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والملكية الفكرية النقيب المهندس أيمن تاج الدين، لبعض الامثلة والاحصاءات الصادمة حول الجرائم الالكترونية، مؤكدا "ان هناك ما يقارب 4 الف شكوى تقدمت الى المكتب خلال فترة "كورونا"، مشيرا الى ان الابتزاز الجنسي الذي يتعرض له الرجال اكثر من النساء والاطفال، والفئة العمرية تتراوح بين 12 الى 70 عام وتشمل كافة فئات المجتمع.
وشدد المحامي بالاستئناف والناشط الحقوقي يوسف وهبي، على أهمية فهم القوانين في كيفية التعامل مع قضايا العنف الالكتروني، مؤكدا في الوقت ذاته على التوعية وعدم التجاوب مع أي إبتزاز والتصرف بحكمة واللجوء الى ذوي الاختصاص للخروج من المأزق بأمان.
وعرضت الشابة صفا عوض من جمعية "نبع" نتائج التقرير وفيه أن أكثر من 30% من الشباب تعرضوا للعنف الالكتروني وابرزها الشتم والاهانة والتهديد والتحرش الجنسي، ومنهم ظهرت عليهم عوارض الارهاق ومن ثم العزلة وانقطاع الشهية ومن ثم التفكير في أذى النفس، وهذا ما يثبت مدى تأثير العنف الاكتروني على الشباب بالاضافة الى تأثيره على الأسرة بكاملها بنشر القلق النفسي بين افرادها وتعرض سلامتها للخطر.
واشارت الى ان التقرير كشف في العام 2022 تضاعف عدد شكاوى العنف الالكتروني لتصل الى 1500 شكوى بعد جائحة "كورونا"، والنساء تحتل نسبة 80% من عدد الضحايا، وفئة الفتيات تحديدا يشكلن النسبة الاكبر من ضحايا الابتزاز، وان أكثر وسائل التواصل الاجتماعي التي يتعرض من خلالها الشباب للعنف الالكتروني هو تطبيق الواتساب ومن ثم الفيس بوك.
وأكدت ان من اهم الاسباب التي عرضت الشباب والشابات للعنف الالكتروني هي نشر الصور الشخصية، الرد على الغرباء، وتزويدهم بمعلوماتهم الشخصية، انشاء حساب وهمي، بالاضافة الى امتلاك حساب شخصي متاح للجميع.
وبين التقرير في النتائج، ان الشباب والشابات في حال تعرضهم للعنف عبر الانترنت، لا يلجأون الى احد وان اكثر من 60% من الشباب والشابات أفادوا انهم لا يعرفوا الجهات الرسمية المختصة بالتبليغ.