أبو نضال دهشة: الفراق الموجع
محمد دهشة
28 -8-2024
يرحل الطيبون ويبقى أثرهم. كان العم أبو نضال واحدًا من هؤلاء الطيبين الذين أمضوا حياتهم يكافحون، مثل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان، من أجل العيش الكريم. لم تفارقه فلسطين؛ فقد كانت حاضرة دومًا في أحاديثه اليومية.
رغم مرضه ووجعه، كان قلبه يعتصر ألمًا على الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، والعدوان على الضفة الغربية والجنوب اللبناني. كان يسأل ويتابع، وفي يقينه أن النصر قادم لا محالة.
اليوم ودّعت صيدا العم “أبو نضال” بحزن شديد. هذا الرجل الطيب، المحب، والكريم ترك وراءه ذرية صالحة من الشباب والبنات، وذكرى طيبة في النفوس، وسيرة عطرة تضج بها المجالس. اليوم، اجتمع حشد كبير من محبيه، وفي عيونهم دمعة وغصة على رحيله، وهو الذي قاوم مرضه حتى النفس الأخير.
في غيابك، ستفتقدك مكارم الأخلاق وكل الصفات الطيبة! ستفتقدك المروءة والشهامة وعمل الخير! لم يقصدك محتاج إلا وأعطيته، ولم يطلب منك سائل إلا ولبّيته، ويكفيك شهادة أنك بنيت مسجدًا لله، مسجد “ذو النورين” في حي طيطبا بمخيم عين الحلوة حيث ولدت وعشت طفولتك.
عشت عزيزًا شامخًا طيب القلب ومتفائلًا حتى آخر لحظات حياتك، وأبًا حنونًا لأسرتك وأصدقائك. آلمنا فراقك الموجع، وستبقى محبتك ومكانتك وذكراك الطيبة راسخة في قلوبنا دائمًا. وإن شاء الله، ستجد أعمالك الخيّرة في ميزان حسناتك.
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبا نضال لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الله عز وجل: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته. ونتقدم لعائلته الكريمة، ولأهله، وأصدقائه، ومحبيه بأحر التعازي، ونسأل الله لهم الصبر الجميل، والله المستعان.