حماس: لم نطلع على خطط تدريب قوات فلسطينية تتولى الحدود
2024/09/05
نفى المتحدث الرسمي باسم حركة حماس جهاد طه، اطلاع الحركة على أي خطط أميركية لتدريب قوات فلسطينية من أجل تولي تأمين منطقة الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وقال طه في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إنه “لم نطلع على أي تفاصيل في هذا الشأن”، مضيفاً أن “المشاريع الأميركية أثبتت فشلها على الساحة الفلسطينية، وبالتالي موقف الحركة واضح وهو أن هذا الأمر شأن فلسطيني داخلي، ونستطيع إدارة شؤوننا الداخلية وترتيب مؤسساتنا الوطنية على قاعدة الشراكة والوحدة بين جميع مكونات شعبنا الفلسطيني، وهذا ما تم التوافق عليه في لقاءات بكين الأخيرة“.
ونفى طه ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مسؤول أميركي وصفته بـ”الرفيع”، ومفاده أن “تشكيل قوة فلسطينية مدربة أميركياً هو الترتيب الأكثر ترجيحاً لتأمين الحدود”، في إشارة إلى محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، الممتد بطول 14 كيلومتراً من البحر المتوسط وحتى معبر كرم أبو سالم، وأن “الاتحاد الأوروبي مستعد لاستئناف دور مراقبة معبر رفح بالتعاون مع السلطة الفلسطينية“.
بدوره، أكد القيادي بحركة حماس محمود المرداوي، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن “موقف المقاومة الفلسطينية واضح وصريح، أننا لن نسمح لقوات أجنبية أياً كانت ومهما تكن جنسيتها، بالوجود على أرض قطاع غزة لأي غرض كان، ولأي سبب من الأسباب. وبالتالي، لم يعرض علينا ولن نوافق على أي عرض مشابه لما هو متداول في الإعلام”، مضيفاً: “موقفنا ثابت وهو الانسحاب الكامل من قطاع غزة، والسيطرة التامة للفلسطينيين“.
وحسب معلومات توفرت لـ”العربي الجديد”، فإن التوجه الأميركي لتشكيل قوة فلسطينية مدربة أميركياً من أجل تولي تأمين الحدود بين قطاع غزة ومصر، قوبل بدعم مصري وسبقته مشاركة القاهرة في محادثات موسعة مع مسؤولين أميركيين وآخرين في السلطة الفلسطينية وحركة حماس، بشأن أفكار قريبة من التوجه الأميركي. وحسب المعلومات، فقد عرضت مصر خلال محادثات سابقة، القيام بأدوار متقدمة في هذا الصدد، عبر تقديم الدعم لتلك المجموعات التي ستكلف بتأمين الحدود المشتركة مع قطاع غزة وتدريبها، في حال وافقت حركة حماس، التي تعتبر أن الأمور الداخلية يمكن التباحث والنقاش حولها والوصول لصيغة تحافظ على مصالح الشعب الفلسطيني، في ظل تمسك الحركة برفض أي وجود “إسرائيلي” في قطاع غزة.
وأبدت القاهرة، خلال محادثات جرت أخيراً، رفضها القاطع للوجود “الإسرائيلي” الدائم في محور فيلادلفيا وفي الجانب الفلسطيني من معبر رفح، معتبرة أن توجه رئيس حكومة (العدو) بنيامين نتنياهو لإبقاء احتلال المحور بمثابة إشعال للنيران، والعودة
بالعلاقات إلى الخلف، بينما طرحت القاهرة في الوقت ذاته خلال محادثات مع مسؤولين أميركيين و”إسرائيليين” التزامها بكافة الضمانات التي تجعل تل أبيب مطمئنة لعدم استخدام الحدود مع القطاع في تهريب الأسلحة.
موقف حماس حاسم
من جهة أخرى، قالت حركة حماس، فجر اليوم الخميس، إنها ليست بحاجة إلى مقترحات جديدة في الوقت الراهن، مُشددةً أن المطلوب الآن هو الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لإلزامهم بما تم التوافق عليه مسبقًا.
وأكدت “حماس” في بيانٍ، أن الخطوات التالية يجب أن تكون موجهة نحو ضمان تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها، بدلًا من التفاوض على مقترحات جديدة قد تؤدي إلى تمييع التفاهمات السابقة.
وحذرت حماس من الوقوع في فخ ألاعيب نتنياهو، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يستخدم المفاوضات كوسيلة لإطالة أمد العدوان على الشعب الفلسطيني.
وأوضحت الحركة أن هذا التلاعب بالمفاوضات يهدف إلى التلاعب بالوقت وفرض واقع جديد يعزز من استمرار الهجمات على الأراضي الفلسطينية.
وأضافت حماس أن قرار نتنياهو بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) هو محاولة متعمدة لإفشال التوصل إلى اتفاق شامل.
وأشارت إلى أن هذا الموقف يعكس تجاهلًا لحقوق الفلسطينيين وإصرارًا على فرض سياسات تعزز من معاناة الشعب الفلسطيني.
وتواجه المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين تل أبيب وحماس تحديات كبيرة، بسبب تمسك نتنياهو بمواصلة الحرب على غزة، فيما يصر “الأخير” على بقاء القوات الإسرائيلية في محوري فيلادلفيا ونتساريم، بينما تطالب حماس بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وعودة النازحين إلى منازلهم بدون قيود.