المفتي سوسان في رسالة المولد النبوي الشريف: ستبقى فلسطين حكاية بطولة وصراع بين الحق والباطل

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وجّه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان كلمة جاء فيها:

تعود ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مولد الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير الذي جمع الله له الفضائل كلها، والمحامد أجمعها، والمكارم جميعها. إليه ينتهي الخير، وعلى يديه فاض النور وأشرقت الهداية. وبه أنقذ الله البشرية وأخرجها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن الظلم والظلام إلى الحق والعدل والنور. ووحّد القبائل المتناحرة في شعب، والشعوب في أمة، ووضع لها نظام حياة في سلوكها ووجودها وحضورها ودورها في إنقاذ البشرية، لتكون هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. يكفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله قرن اسمه باسمه في الشهادتين، وجمع له وصفين من أسمائه لم يعطهما الله لنبي قبله، وهو خاتم النبيين والمرسلين. يقول القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بالمؤمنين رؤوف رحيم”، ويقول الله عن ذاته: “إن الله بالناس لرؤوف رحيم”.

وأضاف المفتي سوسان: “سيدي يا رسول الله، تعود الذكرى، والقلوب كلها والعقول والنفوس والمشاعر والأنظار تتجه نحو فلسطين، إلى هذا الشرق وما يحدث فيه، وما يحصل من مؤامرات عليه. وكأنه تغيير لخارطة النفوذ في هذه المنطقة. هذا الشرق، قلبه فلسطين، وقلب فلسطين القدس، وقلب القدس المسجد الأقصى. نرى كيف يتعرض لهجوم من كيان نازي همجي يبيد ويقتل الأطفال والنساء، وييتّم الأطفال ويرمّل النساء، ويعتقل الرجال والشباب، لا يفرق بين بيت ومدرسة وجامعة ومستشفى، ولا بين موظف في هيئات ومؤسسات دولية، أو عامل في الدفاع المدني، أو مسعف، أو طاقم طبي. يقتل ويدمر ويحرق أمام أنظار العالم والمؤسسات التي تدعي رعاية حقوق الإنسان، وأمام العالم العربي والإسلامي وأنظمته.”

وتابع: “ستبقى غزة، ستبقى فلسطين حكاية الأجيال، حكاية بطولة وصراع بين الحق والباطل، بين العدل والظلم، بين الإبادة الجماعية والدفاع عن الوجود والحضور على الأرض في فلسطين. تحية إلى شهداء غزة ورحمة على أرواحهم، وشفاء للجرحى. شعب يعيش بدون دواء وبدون غذاء وبدون ماء، أمام أنظار الدنيا، ويصمد ويقاتل ويدافع عن شرفه وكرامته ووجوده وعن أرضه، ويسيل دمه ليُسقي هذا التراب فتنبت أزهار الحرية والكرامة والسيادة والعزة لشعب فلسطين. هؤلاء يدافعون عن كل ما هو طيب وخير وحق في هذه الأمة.”

وقال: “نتوجه بالتحية إلى أهلنا في جنوب لبنان، إلى المقاومين كما وجهنا التحية إلى المقاومين في غزة وفي رفح وفي الضفة، وخاصة في ظل ما نسمع عنه في هذه الأيام من استعداد وتهيئة لتوسيع هذه الحرب. نحن نحب فلسطين ولا نتخلى عنها، وهذه ليست المرة الأولى التي نصمد فيها بوجه الاعتداء، بل وفي بعض الأحيان الاجتياح. بقيت صيدا واستمرت، واستمر الجنوب اللبناني، واستمر لبنان. نحن مع هؤلاء الأبطال الصامدين في أرض فلسطين ولن نتخلى عن فلسطين.”

وختم المفتي سوسان: “في ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نعاهدك يا رسول الله أن نسير على دربك، وأن نهتدي بهديك، وأن نستنير بنورك، وأن نمشي على طريقك، وأن نتمسك بسنتك وبقرآنك، ليزول هذا العدوان ولينصر الله من ينصره، وليس ذلك على الله بعزيز.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى