سعد خلال استقباله وفدا من “اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا”: قرارنا المواجهة والتصدي للعدو الصهيوني بكل ما نمتلك من قدرات وامكانيات
الجمعة 20/أيلول/2024
في الذكرى الثانية والأربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا، وكما جرت العادة في كل سنة، استقبل الأمين العام “للتنظيم الشعبي الناصري” النائب الدكتور أسامة سعد في مقر التنظيم في صيدا، وفدا من “اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا” يرافقهم وفدا من مخيم عين الحلوة، وذلك بحضور منسق اللجنة قاسم عينا وعدد من الأعضاء في التنظيم، ووفد من مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية.
وللمناسبة كان لأعضاء الوفد وقفة عند النصب التذكاري للشهيد معروف سعد، حيث وضعوا إكليلاً من الزهر عربون وفاء وتقدير لنضالاته.
وفي بداية اللقاء كانت كلمة لرئيسة الوفد حيث شكرت فيها التنظيم الشعبي الناصري وعلى رأسه أمينه العام النائب أسامة سعد على الاستقبال في كل عام ، ومواقفه الدائمة الى جانب القضية الفلسطينية، واحتضان صيدا لأكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، التي كانت دائما مناضلة ضد الاستعمار وضد العدو الصهيوني.
وقالت : نحن هنا للتذكير واحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا ، الألم الذي يعيشونه اهالي الضحايا لا يزال مستمرا الى اليوم، ولكن العالم نسي صبرا وشاتيلا ونسي حق صبرا وشاتيلا، وطبيعة حياة اللاجئين الفلسطينيين وعذاباتهم وآلامهم.
و يمر 42 سنة على المجزرة وعام على الابادة الجماعية التي ارتكبها العدو الصهيوني في غزة والضفة الغربية، التذكير بصبرا وشاتيلا يعني التذكير ايضا بما يجري اليوم في غزة والضفة .
وأضافت : منذ عام 82 كان هدف العدو الاسرائيلي أن يتخلص في لبنان من منظمة التحرير ومن القوات الفلسطينية و تصفية القضية الفلسطينية والفلسطينيين في لبنان، واليوم على الرغم من عدد الشهداء والجرحى في فلسطين المحتلة، العدو الاسرائيلي لا يريد اي تحريك لهذا الملف الا حين تحقيق اهدافه .
وأكدت قائلة: مهمتنا ان نقوم بتوضيح معنى ان تكون لاجئا في المنطقة والدول العربية . المخيمات في لبنان لديها مشاكل كبيرة ، القضية الفلسطينية يتكلم عنها القليل في الخارج باستثناء بعض العمليات التي تقوم بها المقاومة، ومن أسس القضية الفلسطينية تحقيق حق العودة ، وانهاء الاحتلال الاسرائيلي ، والقضية الفلسطينية اليوم عادت الى الاعلام بفضل ما حدث في 7 اوكتوبر.
وقالت : ” اسرائيل تحاول ان تمضي بما تفعله دائما ، ولكن اليوم تواجه حصار وانتفاضة من شعوب العالم، بخاصة من الشباب، ومحاولة لتغيير الرأي العام ، وحركة المقاطعة هي احد الوسائل من أجل الضغط على الحكومات وعلى اسرائيل ولوقف هذه الابادة على الشعب الفلسطيني كما تساعده في نضاله.
كما كانت كلمة لسعد رحب فيها بالحضور واستذكر المناسبة ولخص تطورات الأحداث الخطيرة التي تحصل في فلسطين ولبنان والوطن العربي ومما جاء فيها:
” أرحب بكم جميعا من مختلف بلدان العالم من أوروبا وأميركا في عاصمة الجنوب صيدا التي تحتضن أكبر مخيمات الشعب الفلسطيني، ليس فقط في لبنان وانما في الوطن العربي، كما يسعدني أن أرحب بوفد مخيم عين الحلوة.
وأشكر حرصكم الدائم على احياء هذه المناسبة “مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان ” على الرغم من كل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الوطن. كما أشكركم على دوركم الكبير في دعم الشعب الفلسطيني من خلال التحركات التي نظمتوها وشاركتم بها ضد العدوان والمجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. التحركات الأوروبية كانت ملهمة لنا، ومهمة للشعب الفلسطيني، وأكدت أن النضال الانساني هو نضال واحد.
وقال سعد: أما في ما يتعلق في الأوضاع الراهنة، تستمر العملية الاسرائيلية العدوانية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، والهدف هو دفع الشعب الفلسطيني الى الاستسلام، ولكننا نعرف أن الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من سبعة عقود لم يرفع أبداً راية الانكسار أو الاستسلام.
استمر نضاله على مدى هذه العقود مقدما أغلى التضحيات والأثمان الباهظة من أجل استعادة حقوقه الوطنية فوق أرضه فلسطين ضد العدوان العنصري المجرم الصهيوني، وبالرغم من كل شيء سيستمر الشعب الفلسطيني في نضاله المديد من أجل استعادة حقوقه الوطنية وسينتصر.
وأضاف:
الحكومة الأميركية تدعم العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتقدم له كل الامكانيات العسكرية والأمنية والاستخباراتية والاقتصادية والمالية والديبلوماسية، كما تغطي على جرائمه المشينة بحق الشعب الفلسطيني. وفي نفس الوقت تضع السقوف للصراع الدائر الآن في المنطقة، ومع الأسف الشديد، أن الجميع يقبل بهذه السقوف، كما تقدم نفسها في نفس الوقت كوسيط مقبول من كل الأطراف، هذه مفارقات لا تبشر بالخير، فهي داعم لاسرائيل، وهي من يضع السقوف للصراع، وهي الوسيط المقبول.
وأكد سعد أن لأميركا أهداف استراتيجية في المنطقة، أولها حماية أمن اسرائيل، الكيان العنصري في المنطقة، للاستفادة منه في تأمين وظائف وأدوار معينة لمصلحة الأمبريالية الأميركية، كما تريد استمرار تدفق الغاز والنفط الى الغرب دون أية عوائق.
وقال سعد: نحن لسنا ضد تأمين هذه المادة الى الشعوب الاوروبية والاميركية ولكن ليس بالاحتكارات الامبريالية.كما تريد أن تحافظ على نفوذها في المنطقة وأن تمنع أي تنامي لنفوذ صيني او روسي في المنطقة.
ونحن كشعوب عربية، نرفض كل هذه الأهداف الاميركية، لا نريد أي نفوذ لاي شرق او غرب فوق ارادة الشعوب العربية، نريد أن نكون أحرارا في تقرير مصيرنا ، وأن نبني مستقبل الأجيال وفق ما تريد هذه الأجيال ووفق ما تطلع اليه، وليس وفق ما تريد دول الخارج، وهذا حق لنا ولكل الشعوب وحق للشعب الفلسطيني بتقرير المصير.
هذا ما نتطلع اليه، ولكن أميركا واسرائيل تريدان عكس ذلك، تريدان فرض ارادتهما على شعوب المنطقة، وهما يمارسان الضغط على الحكام من أجل عدم الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني. أميركا توزع الأدوار على كل الحكام في المنطقة، تطلب من بعض الدول الوساطة في موضوع غزة ، ومن دول أخرى عدم اتخاذ موقف تجاه ما يمارسه العدو من جرائم في غزة والضفة. تفرض عليهم التطبيع مقابل تأمين الحماية لهم والسكوت عن جرائم العدو.
ولفت سعد الى أن الشعوب العربية تواجه الصهيونية والعنصرية والامبريالية، والرجعيات العربية. لبنان تحكمه التموضعات الطائفية والمذهبية المهيمنة على مراكز القرار في الدولة، ومع الأسف يغيب الوزن الوطني عن الفعل والتأثير، ولكن نحن سنناضل من أجل استعادة هذا التوازن لمصلحة وحدة لبنان وأمنه واستقراره ، وهذا مسار نضالي مع وطنيين آخرين من أجل خلق توازن يفتح مسارات جديدة من أجل التغيير.
نشهد أم الواقع العربي فهو مأزوم في ظل غياب مشروع نهضوي عربي تقدمي تحرري. البلدان العربية جميعها مستباحة من الأقوياء الدوليين والاقليميين وهذا ليس في مصلحة الشعوب العربية، ولا في مصلحة السلام والتقدم في العالم . ولكن تبقى فلسطين هي القضية الاساس، واي انكسار للقضية الفلسطينية هو انكسار لأمن المنطقة وتهديد للسلم الدولي.
جنوب لبنان يتعرض لعدوان وتهديدات جدية، العدوان التقني الاخير سوف تكون له تداعيات خطيرة فضلاً عن التهديدات والاعتداءات المتواصلة ضد اهلنا في الجنوب وكل لبنان والجبهة الداخلية مع الأسف تحتاج الى تحصين ومقومات الصمود للشعب اللبناني في مختلف القطاعات غير متوفرة. نحن نواجه الحرب في ظروف صعبة، لكن قرارنا المواجهة والتصدي لهذا العدو بكل ما نمتلك من قدرات وامكانيات ولو كانت بسيطة ومتواضعة ، نحن كما الشعب الفلسطيني لن نرفع رايات الاستسلام.