هبّة داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان للمساعدة بعد حوادث تفجير أجهزة الاتصال
الخميس 19 سبتمبر 2024
فور حدوث انفجارات ما عرف بحادثة “البيجر” هبّت أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين في شتى المخيمات الفلسطينية داخل الأراضي اللبنانية، خاصة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في مدينة صور جنوبي لبنان، من أجل المشاركة في نقل وإسعاف الجرحى اللبنانيين داخل المستشفيات وكذلك التبرع بالدم من أجل علاجهم.
واستنفرت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان خلال الساعات الماضية الأخيرة، وجندت إمكانياتها كافة لإسعاف الجرحى واستقبالهم في مستشفياتها، ووصف كوادر الجمعية تدفق الجرحى يومي الثلاثاء والأربعاء بالهائل وغير المسبوق على مستشفيي ياسر عرفات في مخيم البص وتل الزعتر (بلسم) في مخيم الرشيدية جنوبي لبنان.
وأكدت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة صور فرح داوود أن حوادث التفجيرات أكدت أن حادثة الانفجارات كانت مرعبة، لا سيما أنهم “شهدوا هذه الاختراق الأمني لأول مرة ما أثار مشاعر قلق وتوتر في حينها” بحسب وصفها.
وقالت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: “تدفق الشباب والممرضين والأطباء لتلبية النداء وقاموا بالإسعافات الأولية أسعفوا الجرحى الذين تلقوا العلاج اللازم بشكل يدعو للفخر خاصة في مستشفى تل الزعتر”
وعبّر مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة صور عماد حلاق بأن استجابة الشباب الفلسطينيون وهروعهم للمساعدة في محاولة إنقاذ المصابين اللبنانيين كان مشهداً “يدعو للفخر” مشيراً إلى أنهم قد “هبوا خلال دقائق بعد سماع الانفجارات وتوجهوا بالمئات إلى مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني والمستشفيات اللبنانية، أرادوا تقديم يد العون والمساعدة وعدد كبير منهم أيضاً أراد التبرع بالدم”.
استنفار عام لطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني
أجهزة الهلال الأحمر الفلسطيني أعلنت الاستنفار فور وصول خبر وجود أعداد كبيرة بهذا الحجم من المصابين في المناطق اللبنانية، لافتاً إلى الانفجارات المتتالية لأجهزة “البيجر” واللاسلكي أحدثت عملية ارباك لاسيما أنها وقعت دون أصوات انفجارات هائلة، كما يحدث عادة حين يتم هناك قصف “إسرائيلي” على المناطق اللبنانية. .
وقال الحلاق لموقعنا: “بعد أن سمعنا ان هناك جرحى حاولنا استنفار جميع قوانا من طواقم اسعاف وتمريض وأطباء واتصلنا ببعض الهيئات والمؤسسات الصحية والمستشفيات خارج المخيم”، مضيفاً: “وصلتنا أخبار ومعلومات حول أعداد الجرحى، وتواصلنا مع المستشفيات الخاصة وأبلغناهم بالقدرات لدينا في المستشفيات وماهي القوى العاملة الإسعافية والأطباء وبدأ وصول الجرحى”.
وشهد يوما الثلاثاء والأربعاء الماضيين ، سلسلة انفجارات في أجهزة لاسلكية وأجهزة “بيجر” سببها هجوم “إسرائيلي” راح ضحيتها نحو 32 شهيداً و3250 جريحاً بينهم أطفال ونساء، ووصف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الهجوم بأنه “ضربة كبيرة وقاسية وغير مسبوقة، أمنياً وإنسانيا، وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان” مؤكداً أن بين الضحايا أطفال.
من جهته أكد مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في صور عماد حلاق، أن أعداداً من الجرحى بجروح متفاوتة ومختلفة استقبلتها مستشفيات الجمعية في المخيمات الفلسطينية، “منها ما كان داخل مستشفى الشهيد ياسر عرفات في مخيم البص، حيث أجريت لهم عمليات جراحية، وفي مستشفى تل الزعتر بمخيم الرشيدية الذي استقبل 12 جريحاً منهم 4 بجروح خطيرة جدا ًأجريت لهم اسعافات أولية ونقل إليهم دم”.
وفي هذا السياق، يقول مساعد جراح في مستشفى بلسم محمد خزعل لموقعنا: أن الطواقم الطبية الفلسطينية أصيبت بصدمة شديدة جراء حجم الإصابات، “التي لم تكن تصدق حتى شعرنا للحظة أننا في قطاع غزة”.
وذكر خزعل أنهم استقبلوا جرحى في مشفى تل الزعت (بلسم) و في مشفى الشهيد ياسر عرفات حيث قدم الأطباء المداواة لبعض الحالات وساعدوا أيضاً في مستشفيات أخرى منها المستشفى الإيطالي.