لبنان.. تشييع حاشد للقيادي في “حزب الله” إبراهيم عقيل
شيّع “حزب الله” اللبناني، اليوم الأحد، جثماني القياديين في الحزب، إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر)، والشهيد محمود ياسين حمد (فجر)، بموكب مهيب في الضاحية الجنوبية لبيروت، بمشاركة رسمية وسياسية وعسكرية ووزارية ونيابية، وقيادات حزبية وفصائل وفلسطينية.
و ردّد المشاركون في التشييع، الهتافات المناصرة للمقاومة في لبنان وفلسطين، والمنددة بهمجية الاحتلال.
وتخلّلت المراسم، كلمة لنائب الأمين العام “لحزب الله”، نعيم قاسم، قال فيها إن “قوات الاحتلال ارتكبت ثلاثة جرائم حرب مؤلمة بالنسبة إلينا، وهي تمثّل أعلى درجات التوحّش الذي لم نرَ مثيلاً له على الأقل في هذا القرن وقبله من نصف القرن الماضي وما بعده”.
وأضاف قاسم أن “قوات الاحتلال استهدفت المدنيين، والأطفال، والمسعفين، والصيدليات، والبيوت، وكل حياة شريفة آمنة، ولم تستهدف المقاتلين فقط، وحتى هذا لا يبرر لها أن تستهدف هؤلاء المدنيين، بدءاً من مجزرة (البايجر)، حيث كانت تريد أن تقتل 5000، ولكنها لم تستطع أن تقتلهم”.
ولفت إلى أن “قوات الاحتلال كانت تريد من عملية الاعتداء على قادة الرضوان في الضاحية الجنوبية، أن تحقق ثلاثة أهداف، أولاً شل المقاومة، وثانياً تحريض بيئتها عليها، وثالثاً إيقاف جبهة المساندة لإعادة سكان الشمال، ولكن المقاومين عطّلوا هذه الأهداف بالكامل، ولن نقول إننا في الساعات الأولى لم نشعر بشيء من الصدمة، فنحن بشر، ولكن سرعان ما تغلّبنا عليها، وعدنا إلى مواقعنا وطبيعتنا ودورنا أقوى وأصلب”.
وشدد على أن “أمّة فيها أمثال عوائل الشهداء والمجاهدين والجرحى ومثل مجتمع المقاومة، لا يمكن أن تُهزم، وأما أميركا، فهي غارقة من رأسها إلى أخمص قدميها بالعدوان والإبادة مع الاحتلال، ولا ينفع الدجل الأميركي في التغطية على الانغماس الكامل مع الاحتلال”.
وتوجّه الشيخ قاسم للمحتل ومستوطنيه بالقول “ستموتون رعباً، وسيدمّر اقتصادكم، ويتفكك جمعكم، ولن تحققوا أهدافكم، فلقد نقلتم المقاومة في فلسطين إلى العالمية، وجعلتم إكسير المقاومة ينمو في الأجنّة، ويصبح جزءاً من تكوين الطفولة”.
وأكد الشيخ قاسم أن “قوات الاحتلال لم تتمكّن من تحقيق أهدافها بحسب قراءتنا، فالمقاومة مستمرة، والأسرى لا يمكن أن يخرجوا إلاّ بصفقة تبادل”.
وتابع بالقول إنه “فيما يتعلق بالموقف من جبهة الإسناد في لبنان، فهناك أربعة عناوين أساسية تحكم هذه الجبهة، وهي جبهة الإسناد اللبنانية لغزة مستمرة مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة، وثانيا لن يعود سكان الشمال، وأما ثالثاً، فلن توقفنا التهديدات، ولا نخشى أخطر الاحتمالات، ونحن مستعدّون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية، وسترون النتائج، ورابعاً، نحن لسنا بحاجة إلى إطلاق التهديدات، ولن نحدد كيفية الرد على العدوان”.
وأضاف أن “الحزب دخل في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح، نتابع فيها جبهة الإسناد والمواجهة، ومن خارج الصندوق، بين الحين والآخر، نقتلهم ونقاتلهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون”.
وكان “حزب الله” اللبناني، قد قال في بيان مقتضب، فجر اليوم الأحد، إنه “استهدف قاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق حيفا، بعشرات الصواريخ من طراز فادي 1 وفادي 2، ردا على اعتداءات الاحتلال المتكررة على مختلف مناطق لبنان”.
وذكرت وسائل إعلام، أن “صفارات الإنذار دوت دون توقف في مناطق عدة شرق وجنوب مدينة حيفا في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين “حزب الله” اللبناني، بالتعاون مع “كتائب القسام – لبنان” الجناح العسكري لحركة “حماس”، و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، و”قوات الفجر” الجناح العسكري لـ “الجماعة الإسلامية” في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 352 يوما، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و431 شهيدا، وإصابة 95 ألفا و818 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.