اصغر نازحة في صيدا لا يتجاوز عمرها الأربعين يوماً: مساعدات لا ترقى إلى حماية حقوق الامومة والطفولة !

 الإثنين 14/تشرين الأول/2024 

حنان نداف- الوكالة الوطنية للإعلام

في زاوية في أحد غرف مراكز النزوح  في صيدا تغفو  رضيعة صغيرة لا يتجاوز عمرها الأربعين يوما تغمض عينيها الصغيرتين عن المآسي المحيطة حولها من مأساة نزوح عائلتها جراء الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وصولا إلى استقرارها في هذا المكان الذي يكاد يفتقر إلى ادنى مقومات الحياة ..

تنام “سيرين  ” الطفلة الرضيعة قريرة العينين كأصغر نازحة في مركز كلية العلوم الاجتماعية – الجامعة اللبنانية في صيدا مع افراد عائلتها المؤلفة من والدتها إلى جانب اربع اخوات لها بالإضافة إلى أفراد عائلة والدتها وجميعهم حطوا رحالهم في غرفة واحدة كمأوى نزحوا اليه من بلدة عيتيت في قضاء صور .

نظرة واحدة على المكان تكفي لتعرف ان ادنى مقومات الحياة شبه منعدمة لجهة الاكتظاظ في الغرفة الواحدة ووجود طفلة رضيعة مع ما تحتاجه من رعاية صحية وجسدية ونفسية .

وتقول والدة الطفلة سونيا عطوة ( أم لخمسة بنات ) : ولدت طفلتي قبل 15 يوما من اندلاع الاحداث من ايلول الماضي ولم اكد اخرج من المستشفى حتى انفجر الوضع واضطررت مع طفلتي وبناتي الاربع وأهلي وإخوتي النزوح من بلدتنا عيتيت .

وتابعت : ركبنا جميعنا ( فان صغير ) والرحلة استغرقت حوالي ال12 ساعة وكانت رحلة مرعبة ومتعبة في آن حيث كنا نتوقف بين الحين والآخر وأخرج من الفان مع رضيعتي لتتنشق الهواء باعتبار ان الفان مكتظا بالركاب حتى استقر بنا الوضع في هذا المكان .

وتتابع سونيا والغصة تخنق صوتها : من شدة القلق والتوتر  ( stress ) الذي أعيشه طفلتي متأثرة بي فهي على بكاء متواصل ولا تنام طوال الليل اما عن اصوات جدار الصوت الذي نسمعه بشكل شبه يومي فهي ترتعب تماما مثلي .

تستدرك سونيا عندما سألتها عن وضع الغرفة مع وجود طفلة رضيعة لتقول ؛ ما باليد حيلة مصيرها ان تفتح عينيها على هذه الحياة وهي نازحة ولكن الحمدلله القيمون على المركز يحاولون قدر الامكان مساعدتنا من خلال تأمين الحليب والحفاضات والفيتامينات اللازمة لها على امل ان نعود قريبا إلى منزلنا .

 قبرصلي
ويقول مسؤول المركز من قبل تيار المستقبل في صيدا والجنوب الدكتور محمد قبرصلي  ان مركز العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية يستضيف اصغر نازحة لا يتجاوز عمرها الأربعين يوما معتبرا ان هناك تحديات دائمة في ملف النزوح ومن ضمنها الأطفال الرضع وذوي الاحتياجات الخاصة بما يتطلبونه من مستلزمات وحاجيات خاصة لا تكون متوفرة مثل باقي المواد الأساسية الاستهلاكية مثل وجبات الطعام والمياه للكبار والصغار .

ويتابع ؛ نعمل قدر الامكان بالتنسيق مع البلدية والجمعيات لتأمين الحاجيات الضرورية لهذه الطفلة من حليب وحفاضات وفيتامينات لعمرها ولكن هذا لا يكفي فالطفلة تنام في سرير صغير وفي غرفة مكتظة وطبعا هي بحاجة للكثير من المستلزمات نظرا لعمرها ونعمل من اجل تأمين ذلك .

ويلفت قبرصلي إلى ان المركز يأوي ايضا سبع حالات  من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم ايضا بحاجة لرعاية وتقديمات خاصة مشيرا إلى ان هناك احتياجات كبيرة في المركز خصوصا انه يضم نحو 250 شخص ( 63 عائلة ) يتوزعون على 23 غرفة .

ويلفت ان من بين الحاجات الملحة هو تأمين الكهرباء لمدة ساعتين كحد ادنى لتشغيل مضخات المياه في المركز بالإضافة إلى ضرورة تأمين قواطع للغرف للحفاظ على الحد الادنى من الخصوصية لكل عائلة .  .
واعتبر قبرصلي : ان جميع المراكز ستواجه تحديات مضافة إذا ما طالت الأزمة خصوصا اننا على ابواب فصل الشتاء.

1001472532
1001472518
1001472523
1001472541
1001472544
1001472538
1001472535

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى