17 ألف امرأة حامل على حافة المجاعة وارتفاع مخاطر الإجهاض في قطاع غزة
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
كشف ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين “نيستور أوموهانغي” من أن أكثر من 17 ألف امرأة حامل على حافة المجاعة في قطاع غزة، بينما تعيش 11 ألف امرأة حامل بالفعل في ظروف تشبه ظروف المجاعة.
وقال “نيستور أوموهانغي” خلال تصريح صحفي في نيويورك:” إن سوء التغذية والقلق يعوقان الرضاعة الطبيعية لثلاثة أرباع الأمهات الجدد، في وقت لا يتوفر فيه حليب الأطفال”.
وعبر المسؤول الأممي عن مشاهد رآها خلال زيارة أجراها مؤخراً إلى قطاع غزة استمرت ثمانية أيام، عن الظروف المزرية التي تواجه النساء والفتيات، بما في ذلك المصاعب التي تواجهها النساء الحوامل والسكان بشكل عام.
وأوضح أن اكتظاظ الملاجئ ونقص النظافة فاقم محنة النساء في غزة، حيث تفتقر ما يقرب من 700 ألف امرأة وفتاة للمنتجات الصحية للتعامل مع الدورة الشهرية.
وأكد “أوموهانغي” أن مستوى الدمار والمعاناة الذي رآه في غزة غير مسبوق مقارنة بثلاثة عقود قضاها في مجال العمل الإنساني في مناطق الصراع.
وتحدث “أوموهانغي” بالتفصيل عن تفاقم محنة النساء الحوامل، حيث توجد 49 ألف امرأة حامل حالياً، ومن المتوقع أن تلد 4 آلاف منهن قريباً، مشيراً إلى تفاقم ندرة الرعاية قبل الولادة وبعدها ومخاطر الإجهاض والوفيات أثناء الولادة.
ومع تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية، لم يتبق سوى 16 مستشفى عاملا، بصورة جزئية من أصل 36 مستشفى في القطاع، وثلاثة منها على وشك الإغلاق بسبب عمليات الإخلاء بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأضاف قائلاً: “خلال زيارتي لوحدة العناية المركزة في مستشفى ناصر في خان يونس، لاحظت 3 أطفال حديثي الولادة يتشاركون حاضنة واحدة، وأبلغني الموظفون أن هؤلاء الأطفال يعتبرون في الواقع من المحظوظين. أخبرني الأطباء في مستشفى ناصر وفي مستشفى الهيئة الطبية الدولية الميداني أنهم يرون معدلا متزايدا من حالات الإجهاض بالإضافة إلى تشوهات القلب بين الأطفال حديثي الولادة”.
الجوع يؤثر على 96% من سكان القطاع
وسلط ” “أوموهانغي” الضوء على الدمار الهائل وفقدان الأرواح واليأس الذي أصاب 2.1 مليون نسمة من سكان غزة. كما ذكر إحصائيات مروعة، أشارت إلى مقتل أو جرح أو فُقدان 5% من سكان غزة، ويؤثر الجوع على 96% من سكان القطاع، فضلاً عن نزوح الملايين، عدة مرات، وأكد أن أحد الناس أخبره بأنه نزح 15 مرة.
وأضاف: “في دير البلح في وسط غزة، التقيت بشباب من غزة أخبروني أنه عندما تنتهي الحرب لن يرغبوا في البقاء في غزة لأنهم لم يعودوا يرون أي أمل لأنفسهم في غزة، أروني صوراً لغزة قبل الحرب وما بعدها وقالوا لي إنهم لا يصدقون أنهم يغادرون غزة التي أحبوها أكثر من أي شيء آخر”.
ويتدهور الوضع الإنساني بسرعة، مع تصاعد الغضب العام وتزايد التهديدات للعاملين في المجال الإنساني وهم يكافحون لتلبية احتياجات السكان. وحذر من أن انهيار النظام العام يشكل مصدر قلق خطير، مما يثير المخاوف من توقف برامج المساعدة.
وطالب “أوموهانغي” بشكل عاجل بالتدفق المستمر للسلع الإنسانية والتجارية إلى غزة كونه أمرا بالغ الأهمية بالإشارة إلى شاحنات صندوق الأمم المتحدة للسكان التي تحمل الإمدادات الطبية الأساسية، بما فيها عشرات الآلاف من الفوط الصحية، وما زالت عالقة في العريش لأكثر من أسبوعين.
وأشار إلى أن السلطات “الإسرائيلية” منعت أو رفضت 87% من الرحلات الإنسانية المخطط لها في أيلول/ سبتمبر الفائت والبالغ عددها 588 رحلة.
كما بين حاجة العاملين في مجال الإغاثة والصحة إلى الحماية، حيث أصبح قطاع غزة المكان الأكثر خطورة بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، حيث قُتل أكثر من 300 شخص منهم.
و في هذا الصدد، أعرب عن قلق بالغ إزاء وضع العاملين في مجال الصحة والمرضى في المستشفى الإندونيسي، ومستشفى العودة، ومستشفى كمال عدوان في شمال غزة والتي تلقت أوامر بالإخلاء.