إرباك في ظل غياب الخطة التربوية
08 . 11 . 202400
فقد علمت “نداء الوطن” أن جميع القوى السياسية الفلسطينية والتربوية اتفقت على خطورة بدء العام الدراسي حضورياً في أي من مدارس “الأونروا”، وبعضها موجود في المخيمات التي نزح سكانها، بمن فيهم الطلاب، مثل مخيمات “الرشيدية” و “البص” و “برج الشمالي” في منطقة صور، فيما تحوّل بعضها الآخر إلى مراكز إيواء، مثل “سبلين” في إقليم الخروب و “البداوي” و “نهر البارد” في الشمال.
خطة مرحلية
وفي إطار التحضير لخطة تربوية ولو متأخرة، عقد المجلس التنفيذي لاتحاد العاملين في الأونروا اجتماعاً مطولاً مع رئيسة برنامج التربية والتعليم للأونروا في لبنان، ميرنا شما، ونائب المدير العام أوليفر بريدج، بحث ترتيبات بدء العام الدراسي الحالي في ظل أهمية وضرورة العمل في بيئة آمنة، تضمن أمن وأمان الكادر والطلبة وعموم الأهالي.
وقد جرى الاتفاق على انطلاق العام الدراسي يوم الإثنين في 11 تشرين الثاني 2024 للمعلمين، على أن ينطلق للطلاب الإثنين الذي يليه في 18 تشرين الثاني، وذلك على قاعدة اعتماد نظام التعليم عن بعد لجميع مدارس لبنان حتى نهاية شهر تشرين الثاني، وسيتم بعدها تقييم الوضع لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأبلغت أوساط تربوية شاركت في الاجتماع “نداء الوطن” أنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات متواصلة مع مفاصل العمل التعليمي كافة لتقييم الأمور والتأكيد على ضرورة تأمين كافة مستلزمات العملية التعليمية من معلمين وكتبة مياومين ولوازم تعليمية للطلبة والمعلمين.
دراسة وصعوبات
ووفقاً للأوساط ذاتها، فإن الآراء كانت متطابقة على أن هذا العام الدراسي لن يكون طبيعياً أو خالياً من المشاكل والصعوبات بسبب ظروف الحرب الإسرائيلية، على أن تكون الأولوية في التواصل بين إدارات المدارس والمعلمين ثم مع الطلاب، بحيث يقوم كل مربّ بالتواصل مع صفه في الفترة الفاصلة بين 11و 18 تشرين الثاني لمعرفة من يستطيع الدراسة عن بعد من الطلاب.
كما كانت الآراء متطابقة حول استحالة بدء التعليم حضورياً في أي من مدارس “الأونروا” على الأقل في هذه المرحلة الأولى، على أن تقوم الجهات التربوية وإدارة “الأونروا” بتقييم كل مرحلة قبل الإنتقال إلى الأخرى. وقد اتُّفِق على أن تقوم دائرة التربية والتعليم بالتواصل مع إدارة كل مدرسة، التي بدورها ستقوم بالتواصل مع المعلمين، فيما سيتم فرز معلم (مربي الصف) للتواصل مع طلاب صفه ودعوتهم إلى التعليم عن بعد.
ولا تخفي الأوساط التربوية الفلسطينية الصعوبات التي تواجه مدارس “الأونروا” منذ سنوات، وتتساءل عن حالها خلال الحرب، في ظل افتقاد الكتب أو ضعف الإنترنت أو انقطاع التيار الكهربائي، لا سيما وأن تجربة التعليم عن بعد (أونلاين) خلال تفشي جائحة كورونا أثبتت فشلها وأدت إلى تدني المستوى التعليمي، وخاصة في امتحانات الشهادات الرسمية.
إحصائية المدارس والطلاب
يُذكر أن حوالى 37 ألف طالب وطالبة من لاجئي فلسطين يدرسون في 65 مدرسة تابعة لـ”الأونروا” في لبنان، بحسب الأونروا، بينما يبلغ عدد الطلاب في مدارس الأونروا في منطقة صيدا نحو عشرة آلاف، موزعين على مدارس مخيمي عين الحلوة (8 مدارس) والمية ومية (3 مدارس) ومدينة صيدا (4 مدارس).