ما دلالات تلويح جيش الاحتلال بقرب إعلان انتهاء العملية البرية في لبنان؟

يواصل الطيران الحربي التابع لجيش الإسرائيلي، شن غارات مكثفة على عدة بلدات في جنوب لبنان، ما أسفر عن ارتقاء عشرات المواطنين اللبنانيين، إلى جانب سقوط أعداد كبيرة من المصابين.

وفي سياق متّصل، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد منير شحادة، إنّ “جيش الإحتلال الإسرائيلي ظنّ بعد إغتيال الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، وغالبية قيادة الصف الأول للحزب، وتفجير أجهزة البيجر وأجهزة لاسلكية يستخدمها عناصر المقاومة، والتي أدت إلى خروج قرابة 3200 عنصر عن الخدمة في ظروف 4 ثواني في أرض المعركة، أن المقاومة أصبحت ضعيفة وأصابها الوهن، وأصبحت جاهزة للإستسلام، فعمل على تنفيذ عمل عسكري برّي ظنّاً منه أنّ عناصر المقاومة المتبقّين سيستسلمون، لكنه تفاجأ بهذه القوة التي تملكها المقاومة في لبنان، وببسالة مقاتليها في الدفاع عن الأرض”.

وأضاف العميد شحادة، في حديث خاص لـ”قدس برس”، أن جيش الإحتلال فشل في اجتياز الحدود اللبنانية في القطاع الأوسط والغربي والشرقي، وجرت في هذه المناطق الحدوديّة معارك طاحنة، تكبّدت خلالها قوات الإحتلال خسائر فادحة في الآلات العسكرية والأفراد، ما دفع به إلى تكثيف الدخول راجلاً، عبر عدة محور بوقتٍ متزامن، بواسطة قوات النخبة لدى جيش الإحتلال من لواء غولاني، والتي تعرّضت لكمين محكم من قبل عناصر المقاومة في لبنان في مثلث عيتا الشعب – راميا – القوزح جنوب لبنان، وأدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف العدو الإسرائيلي، ما دفع به إلى الإنتقال إلى منطقة الخيام والتي شهدت كذلك ملحمة بطولية واستبسال من قبل عناصر المقاومة افشلت محاولات الإحتلال الدخول إلى الأراضي اللبنانية من هذه الناحية، وأوقعت في صفوفه الكثير من القتلى والجرحى، ما أدّى إلى توقف محاولات الدخول البري لجيش الإحتلال الإسرائيلي في كافة المناطق الحدودية، وعلى إثرها سحب جيش الإحتلال عدّة ألوية من شمال فلسطين”.

وأشار إلى أن “جيش الإحتلال الإسرائيلي بواسطة قواته الراجلة استطاع الدخول إلى القرى الحدودية المتاخمة للحدود بعمق ما يقارب 2 كيلومتر، عملت خلالها على نسف كافة المنازل والأبنية وتدميرها كلياً في صورة تظهر الأرض المحروقة الغير قابلة للحياة”.

ولفت إلى أنّ “أهداف جيش الإحتلال الإسرائيلي من العملية البريّة، والتي كان على رأسها فصل جبهة جنوب لبنان عن جبهة غزة، و وإبعاد المقاومة في لبنان إلى شمال الليطاني، وإنشاء منطقة عازلة بعمق 5 كيلوا متر، وإعادة المستوطنين إلى مستوطنات الشمال، جميعها فشلت ولم تتحقّق”.

وأضاف أن قادة جيش الإحتلال الإسرائيلي تذرّعت بأن قرب إنتهاء العملية البرية ناجم عن القضاء على قيادة الصف الأول في المقاومة، مع العلم أن جيش الإحتلال اغتيال معظم القيادات(قيادة الصف الأول) قبيل بدء المعركة البرية، فكيف يكون هذا العنوان هدفاً وثمرة للعمل البرّي!؟”.

وتساءل “هل حشد جيش الإحتلال الإسرائيلي ما يقارب 70 ألف جندي من قواته على الجبهة الشمالية وعلى جميع محاور القتال في جنوب لبنان من الشرق إلى الغرب هدفه فقط تدمير ونسف القرى والبلدات الحدودية المتاخمة للحدود مع فلسطين؟!”.

وأكد على أن فشل جيش الإحتلال الإسرائيلي في إنشاء منطقة عازلة وفشله في تحقيق بقية الأهداف جعله يتراجع عن هذه الأهداف والهرولة نحو الإعلان عن قرب إنهاء العملية البرية.

وأضاف أن “جيش الإحتلال الإسرائيلي يعاني من حالة استنزاف كبيرة، كما أن قادة كبار في جيش الإحتلال الإسرائيلي أرسلوا رسائل لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بأن لا اهداف عسكرية تُحقّق بالقوة في جنوب لبنان”.

كما لفت إلى أنّ “جيش الإحتلال الإسرائيلي عمل وما زال يعمل على إبعاد قوات اليونيفيل و الجيش اللبناني وسحبها من مراكزها من المناطق الحدودية إلى الشمال مسافة 5 كيلومتر، تحت الأمر الواقع، من أجل دفع مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار جديد غير القرار 1701، وهذا يستوجب التصويت من قبل الدول الأعضاء، ولا يمكن في الظروف الحالية نظراً إلى وجود خلافات بين الدول دائمي العضوية مثل روسيا والصين، كما عمل الإحتلال الإسرائيلي على الاعتداء بشكل مباشر على مراكز قوات اليونيفيل من أجل إخضاعها وفرض أمر واقع جديد كي تنسحب منها، إلا أنّ اليونيفيل رفضت ذلك”.

وأضاف أنّ “جيش الإحتلال الإسرائيلي عمل على نسف كافّة المنازل والأبنية وتدميرها كليّاً في القرى الحدودية المتاخمة للحدود مع فلسطين من أجل معاقبة بيئة المقاومة والضغط عليها، ولجعل القرى الحدودية غير صالحة للحياة”.

وكانت القناة 13 الإسرائيلية قد ذكرت بأن الجيش الاسرائيلي يقترب من إعلان انتهاء العملية البرية في لبنان.

ولفتت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن التقديرات بأن أكثر من 90 بالمئة من العمليات البرية للجيش في لبنان قد انتهت، وذكرت التقديرات بأن الجيش لن يعلن انتهاء العملية البرية في لبنان قبل التوصل إلى اتفاق سياسي.

ومنذ 23 أيلول/سبتمبر الماضي، وسعت قوات الاحتلال نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى