الموت يغيب القائد الوطني الكبير ناظم اليوسف… والتشييع غدًا
11-1-2025
محمد دهشة
على وجعين كبيرين، أغمض نائب الأمين العام لـ “جبهة التحرير الفلسطينية” وعضو المجلس المركزي، اللواء ناظم اليوسف، عينيه بعد حياة حافلة بالنضال الوطني الفلسطيني. الأول: وجع صراعه المرير مع مرضه المزمن الذي أنهك جسده رغم إرادته القوية، والثاني: وجع عدم تحقيق حلمه في العودة إلى فلسطين، مصحوبا بوجع إضافي لما يجري من اعتداءات إسرائيلية في غزة والضفة الغربية.
اللواء اليوسف، ابن عاصمة الشتات الفلسطيني – مخيم عين الحلوة، يُعد واحدًا من قادة العمل الوطني الفلسطيني البارزين، إذ عاصر الثورة الفلسطينية في مختلف الساحات، متنقلًا بين المواقع والدول، مدافعًا صلبًا وعنيدًا عن منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ومؤمنًا بأن القرار الوطني الفلسطيني يجب أن يبقى مستقلًا.
في عائلته الصغرى – اليوسف، يُعتبر الشهيد الرابع بعد شقيقه القائد العسكري سعيد اليوسف، الذي سقط شهيدًا في الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ثم شقيقه القائد الشعبي محمد اليوسف “أبو السعيد”، الذي توفي في تشرين الثاني 2021، وشقيقه القائد السياسي صلاح اليوسف “أبو السعيد”، الذي توفي في أيار 2022. التحقوا جميعًا بمواكب الشهداء على درب فلسطين والثورة، وعلى رأسهم الرئيس الخالد ياسر عرفات، والشهيد القائد محمد عباس “أبو العباس”.
وفي عائلته الكبرى – الجبهة ومنظمة التحرير الفلسطينية، أفنى حياته مناضلًا صلبًا في الدفاع عن الثورة الفلسطينية، وسعيًا وراء تحرير الأرض ودحر الاحتلال الإسرائيلي. تقلد مناصب عسكرية وسياسية مختلفة إلى أن تولى مهام نائب الأمين العام للجبهة، وانتُخب عضوًا في المجلس المركزي الفلسطيني.
اليوم، تتشح منازل عائلة اليوسف ومكاتب “جبهة التحرير الفلسطينية” في صيدا ومخيم عين الحلوة، ومعها كل مخيمات لبنان، بالسواد، وقد خيم عليها الحزن والحداد بعد أن غيبه الموت. وقد نعته الجبهة وفصائل المنظمة، وسيُشيَّع عصر غدٍ الأحد من مسجد الشهداء في صيدا إلى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب.