الجيش يتقدم صفوف العائدين جنوباً
28 . 01 . 2025
اللافت بحسب مصادر جنوبية لـ “نداء الوطن”، التنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني، الذي تقدَّم صفوف العائدين في بعض القرى والبلدات، تجنباً لإراقة الدماء.
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل كعادتها، لجأت إلى أساليب المراوغة والمماطلة بهدف كسر إرادة العائدين، حيث أطلقت وعوداً بالانسحاب في ساعة معينة، لكنها عادت وتراجعت عنها، مهددةً بإطلاق النار. فيما الجيش اللبناني تقدم الصفوف الأمامية، ما مكَّن الأهالي من الوصول إلى بلدات ما زالت تحت سيطرة القوات الإسرائيلية، مثل بلدة يارون.
كذلك، كان لافتاً إقدام إسرائيل على خطوة استباقية، إذ تواصلت مع رئيس بلدية أرنون، فواز قاطبي، وبعض أعضاء المجلس البلدي، مطالبةً إياهم بعدم السماح للأهالي بالتوجه إلى البلدة، مهددةً بإطلاق النار على كل من يتحرك.
بلدة عيترون
استحوذت بعض البلدات على اهتمام خاص خشية تفلت الأمور، وفي مقدمتها بلدة عيترون، حيث احتشد الأهالي منذ ساعات الصباح الأولى على أمل الدخول إليها. غير أن إسرائيل سرعان ما تراجعت عن تعهداتها، وأبلغت الجهات المعنية بقرارها منع الدخول إلى البلدة، ما أثار غضب الأهالي، خاصة بعد استقدام الجيش تعزيزات إلى مدخلها استعداداً للدخول بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي المرتقب.
وقال رئيس بلدية عيترون، سليم مراد: “لقد استقدمنا الآليات اللازمة لرفع الأنقاض وفتح الطرقات”، في إشارة إلى الاستعدادات الجارية لعودة الأهالي إلى بلدتهم المنكوبة.
وأكدت مصادر أمنية لـ “نداء الوطن”، أن الأهالي تقدموا حتى الساتر الترابي الذي أقامه الجيش الإسرائيلي عند مدخل البلدة، قبل أن يقوم بإطلاق النار لترهيبهم وثنيهم عن الدخول إلى ساحة البلدة، وهو الأمر ذاته فعله في محيط تجمع الأهالي في بلدة عديسة ما أدى إلى سقوط ضحية ووقوع عدد من الإصابات.
وقد تعرَّضت البلدة لدمار هائل، إذ خرَّبت إسرائيل نحو 80% من مساحتها، ودمَّرت بشكل كامل قرابة 2400 وحدة سكنية من أصل 3000، وقضت على مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والاتصالات، فضلاً عن تدمير المحال التجارية والأراضي الزراعية ومزارع الأبقار والأغنام التي تُعد مورداً أساسياً لأهالي البلدة.
بلدة الخيام
في بلدة الخيام، كان المشهد جامعاً، توافد مئات الطلاب من مختلف المدارس والجامعات للتعبير عن تضامنهم الكامل مع أهل الجنوب، مؤكدين وحدة الصف الوطني. قال أحدهم وهو قادم من زحلة: “هذه المشاركة رسالة واضحة على وحدتنا”، ويشير زميله القادم من البقاع إلى أن “الدفاع عن الأرض وتحريرها قضية لا خلاف عليها”.
ممثل المكتب التربوي لـ “التنظيم الشعبي الناصري”، أحمد البني، لفت إلى أن “صيدا جزء لا يتجزأ من الجنوب، ومن الطبيعي أن تتضامن مع أهله في هذه الوقفات الوطنية، تأكيداً على حقنا في تحرير الأرض “.
المشهد في بلدتي عيترون والخيام، تكرر في بلدات أخرى، أهالي بلدة مروحين عبروا إلى بلدتهم سيراً على الأقدام من ناحية “أم التوت”، بينما أهالي ميس الجبل حاولوا التقدم إلى داخل البلدة، وقد طلب الجيش منهم التريث، أما أهالي مركبا فقد احتشدوا أمام مدخل البلدة من جهة بني حيان، بانتظار الدخول إليها برفقة الجيش اللّبناني.