العائدون إلى حدود الجنوب… لم يعودوا يعرفون بلداتهم
31 . 01 . 2025
حياة تدريجية
ويؤكد رئيس بلدية الناقورة، عباس عواضة، لـ “نداء الوطن”، أن الدمار الذي حلَّ بالبلدة كبير وفوق الوصف، إذ دُمِّر 90% من المنازل بشكل كلي أو شبه كلي. والبلدية تعمل وبإمكانات محدودة، على توفير مقوِّمات الحياة لتسهيل عودة الأهالي، التي بدأت تدريجيّاً وتلامس 20%، بعد التشجيع على إصلاح الأضرار وصيانة المنازل المتضررة، والتي تبلغ نسبتها 10%.
ويوضح عواضة أن البلدية بدأت بتأمين الاحتياجات الضرورية، من مياه وكهرباء، ونعمل على توفير المياه، واعتماد الطاقة الشمسية أو المولدات كبديل عن الكهرباء، بعد فتح الطرقات، إذ لا يمكن للأهالي العودة ما لم تتوفر مقومات الحياة الأساسية. كما نسعى إلى فتح دكانة هنا أو فرن هناك لتأمين الاحتياجات.
أطلال وحسرة
وعلى كومةٍ من الركام، جلس “أبو حسين” يحدّق بأطلال منزله، وقال بصوتٍ مخنوق بالحسرة: “بيتي دُمّر بالكامل…”ماذا سأفعل؟ من سيعوّض علينا؟ ومتى؟”. ثم أكد، رغم كل ذلك: “سنبقى متمسكين بالأرض والعودة”.
لم تستوعب الحاجة فاطمة، “أم علي”، هول الصدمة ووقفت فوق أطلال منزلها المهدَّم، وراحت تعدُّ القهوة. ارتشفتها مرةً مع عائلتها، وهي تؤكد: “الحياة أصبحت مُرَّة، ولا حلاوة فيها مع هذا الدمار”.
خروقات إسرائيلية
وحال القرى كحال بعضها البعض، وسرعان ما يتناقل أبناؤها الأخبار العاجلة، رغم صعوبة الاتصالات وفقدان الإنترنت، إلا في أماكن محدودة. حتى الفرق الصحفية تواجه المشكلة ذاتها، فتتمركز في موقع يمكنها من خلالها التواصل مع العالم الافتراضي لنقل الرسائل، والبث المباشر عمّا يجري من أحداث.
وما يزيد من المعاناة والقهر أن الجيش الإسرائيلي لا يلتزم ببنود الاتفاق دون أي رقيب أو حسيب، فقد قام بإحراق منزل عند أطراف طلوسة، جهة بلدة حولا، وألقت طائرة مسيّرة قنبلة متفجّرة بالقرب من عائلة كانت تتفقد منزلها في أطراف البلدة، لكنها نجت، بعدما أحرق صباحاً مزرعة دجاج في محيط تل النحاس، وجرف محلّاً لتصليح السيارات على طريق برج الملوك، ودمّر عدداً من السيارات.
وفيما تراجع الجيش الإسرائيلي، للمرة الثانية، عن السماح لفريق من الصليب الأحمر اللبناني بالوصول إلى جبل سدانة في أطراف شبعا لانتشال جثامين ثلاثة أشخاص قتلهم الأسبوع الماضي، بقي الجيش اللبناني في حالة جاهزية واستنفار لحماية الأهالي، فيما سيّرت قوات اليونيفيل دورياتها بشكل دوري.