عودة الجنوبيين… مضرَّجة بالدماء
27 . 01 . 2025
فرضت هذه العودة واقعاً جديداً، حيث وصل الأهالي إلى مواقع انتشار الجيش الإسرائيلي في الحافة الأمامية، وجهاً لوجه أمام دبّاباته وجنوده، قبل أن يدخل عناصر الجيش اللبناني وينتشروا في مواجهتهم. وفي مشهد آخر، اعتقلت القوات الإسرائيلية شخصين في بلدة حولا، بعدما تحدّيا قرارها بعدم العودة إلى بلدتهما حتى إشعار آخر.
حسين عواضة، المعروف بـ “أبو علي”، قال : “القوات الإسرائيلية وجّهت مدفع الدبابة وأسلحتها الرشاشة مباشرةً نحو العائدين، لكنها لم ترعب أحداً، إرادتنا أقوى من أسلحتهم. لقد رجعنا لنُثبت أنّ الأرض لنا، ولن نتخلى عنها… دمّروا بيوتنا ولم يُدمّروا عزيمتنا”.
وفي هذا السياق تقول أم حسن سرحان “لقد عدتُ اليوم إلى أرضي، رغم أن البيوت ما زالت مهدّمة. هذه أرضنا، وسنواصل المطالبة بحقنا فيها لنؤكد أنها لنا، ولن نتخلى عنها”.
وأكدت مصادر جنوبية لـ “نداء الوطن”، أن عودة الأهالي بالقوة، رغم النيران الإسرائيلية تُعبّر عن الغُبن الذي شعروا به تجاه اتفاق وقف إطلاق النار، والذي منح إسرائيل مهلة الستين يوماً، في وقتٍ أخلّت فيه بتطبيق بنوده، بعدما خرقته أكثر من 1500 مرة خلال تلك الفترة، فيما بقيت الدول الراعية على موقفها المتفرّج.
مصادر أمنية لفتت لـ “نداء الوطن” إلى أن عاملاً إضافياً عزّز إصرار الأهالي على العودة، رغم المخاطر، هو انتشال جثامين الضحايا الذين سقطوا خلال الحرب، ولم تتمكّن فرق الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم، ويُقدّر عددهم بالعشرات.