ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان احسان عطايا يوجه رسالة الى الاسرى الاحرار

وجه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إحسان عطايا رسالة إلى الأسرى الأحرار جاء فيها:

وللحرية الحمراء باب…

رسالة إلى الأسرى الأحرار
إلى الذين تحرروا من قيود السجان، وإلى الذين لا يزالون يقبعون خلف القضبان، رجالًا ونساءً، فتيانًا وفتيات… إلى أبطال “نفق الحرية”: محمد قاسم عارضة، محمود عبد الله عارضة، يعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، وإلى كل من لم يتمكنوا بعد من تنشق عبير الحرية، نرسل إليكم هذه الكلمات، عبقًا من دم الشهداء، وأزاهر تعبق بالياسمين…

في هذه الأيام المباركة، حيث تشرق شمس الحرية على جباهكم السامقة، وترتفع أرواح الشهداء مزينة بدمائهم الطاهرة، نخط لكم رسالة ممزوجة بالفخر والاعتزاز، بالوفاء والإصرار. لقد رسمتم بدمائكم معالم الطريق نحو القدس، ونقشتم ببطولاتكم قصة صمود لا تنكسر، وأرسيتم درسًا خالدًا في التضحية والعزة.

مشاهد لن تُنسى
إنها أيام مشهودة، ستبقى محفورة في ذاكرة التاريخ ووجدان الأجيال، مهما حاول المحتل طمسها أو محو آثارها. لقد أرادوا أن يسلبوا منكم نور الحياة، فإذا بكم تصيرون مشاعلها، وأرادوا كسر إرادتكم، فإذا بها تتجلى كالسيف المسلول في وجه الطغاة.

رأى العالم بأسره كيف صنعتم المستحيل، وكيف تحديتم ظلم السجان بجسارة، وكيف حطمتم قيود الذل بأظفاركم وعزيمتكم. كنتم وما زلتم أيقونة للحرية، ونبراسًا للمقاومة، وأملًا لا ينطفئ في درب التحرير.

ولا بد للقيد أن ينكسر
إلى الذين انتزعوا حريتهم عنوةً من بين أنياب السجان، وإلى الذين لا يزالون يقارعون القيد بقلوب لا تعرف الانكسار، إلى الذين يحلمون بوطن محرر… إلى الذين آمنوا بأن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع، أنتم روح هذه الأمة، وقلبها النابض بالعزة والكرامة.

إن دماءكم الطاهرة قد أنبتت جذورًا متينة لمقاومة لا تلين، وها هو الاحتلال يرتعد أمام عزمكم، ويفقد صوابه أمام إرادتكم التي لا تُقهر. لقد صنعتم من نفق ضيق طريقًا واسعًا للأمل، ورسمتم في ظلمة الأسر لوحة مضيئة للحرية.

أحرار رغم العزل والقيود
إلى الذين حولوا السجن إلى مدرسة، والعزل إلى محراب، والحرمان إلى زاد للروح والعقل، لقد أثبتم للعالم أن الحرية ليست مجرد انفكاك من القيد، بل هي فكر، وإرادة، وإيمان راسخ بعدالة القضية.

نعلم أنكم تواجهون ظلمًا قاسيًا، وأن العدو يحاول بكل ما أوتي من جبروت أن يكسر عزيمتكم، لكننا على يقين بأن النصر قادم، وأن الحرية لا محالة آتية، وأن الله لا يضيع جهاد المجاهدين ولا صبر الصابرين.

دروس بليغة وثقة مطلقة
لقد أرسلتم إلى العالم دروسًا لا تُنسى في الصمود والتحدي، وأكدتم أن العزل والقهر لا يمكن أن يسلبا الإنسان إيمانه بحقه، ولا أن يطفئا جذوة نضاله. إن كلماتكم ورسائلكم التي تنبض بالعزة ستبقى شاهدًا على روح لا تُقهر، وعزيمة لا تنكسر.

لقد أدرك العدو أن معركته معكم ليست مجرد مواجهة بين سجان وسجين، بل هي صراع بين إرادة الحرية وقيد الاحتلال، بين نور المقاومة وظلام القهر، بين الحق والباطل. وها أنتم تثبتون يومًا بعد يوم أنكم الأعلون، وأن فلسطين تستمد منكم شموخها وثباتها.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى