حزب الشعب الفلسطيني في صيدا يحيي الذكرى 43 لإعادة تأسيسه بتنظيم وقفة وفاء للشهداء

بدعوةٍ من منظمة حزب الشعب الفلسطيني في صيدا – جنوب لبنان، أقيمت وقفة وفاءٍ للشهداء عند مدخل مقبرة الشهداء في مخيم عين الحلوة – درب السيم، حيث شارك فيها قادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية، إلى جانب أعضاء وممثلين عن اللجان والمؤسسات والاتحادات النقابية والشعبية والنسائية والشبابية، بالإضافة إلى لجان الأحياء والقواطع، وجمعٌ غفيرٌ من أبناء المخيم.
تضمنت الوقفة وضعَ إكليلٍ من الزهور على أضرحة الشهداء، وإيقاد شعلة التأسيس، كما أُلقيت كلمات أبرزها كلمة لحزب الشعب الفلسطيني ألقاها مسؤول الحزب في صيدا وعضو لجنة الإقليم، عمر النداف، الذي استهل حديثه بتحيةٍ إلى أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، موجهاً تحيةً خاصةً إلى أهلنا الصامدين في قطاع غزة، مشيدًا بصمودهم الأسطوري وتضحياتهم الجسام في مواجهة العدوان والحرب الصهيونية النازية التي استمرت قرابة خمسة عشر شهرًا، ارتكب خلالها الاحتلال الصهيوني، المدعوم بشكلٍ كامل من الولايات المتحدة الأمريكية، أفظع المجازر، مستخدمًا كافة الأسلحة، المحرمة وغير المحرمة، في محاولةٍ لتدمير القطاع وتحويله إلى بيئة طاردةٍ للحياة.
وحيّا النداف الشهداء الذين ارتقوا على درب الحرية، مجدداً العهد للأسرى والمعتقلين الصامدين خلف قضبان السجون الصهيونية، ومهنئًا الأسرى المحررين الذين نالوا حريتهم عبر صفقات التبادل. كما شدد على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، داعياً إلى توحيد الموقف والرؤية والجهود لمواجهة مشاريع التهجير والتصفية التي تستهدف القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا المشروعة.
وفي كلمته، أكد النداف أن المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية لا تزال قائمة، بل إنها تتصاعد، من خلال الهجمة المسعورة على شعبنا في كافة أماكن تواجده، سواء في الداخل الفلسطيني المحتل أو في أماكن الشتات، متجسدةً في محاولات تقويض منظمة التحرير الفلسطينية، واستهداف الأونروا، بالتزامن مع تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي باركه حزب الشعب الفلسطيني، متمنياً أن يتم استكمال جميع مراحله، وفي مقدمتها الانسحاب الكامل للاحتلال الصهيوني من قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية التي تلبي احتياجات أهلنا، والشروع في إعادة الإعمار.
وأشار النداف إلى المخططات الصهيونية – الأمريكية الهادفة إلى تصفية حقوقنا الوطنية الثابتة، مؤكداً أن الاحتلال لم يتوقف عن عدوانه، بل وسّع نطاق جرائمه، من خلال تصعيد الحرب في الضفة والقدس بالتزامن مع سريان وقف إطلاق النار في غزة، مما يعكس بوضوح نوايا الحكومة الصهيونية المتطرفة بقيادة نتنياهو وأحزاب اليمين المتشدد، التي تسعى لتحقيق أوهامها بطمس القضية الفلسطينية، عبر تهجير شعبنا من قطاع غزة والضفة والقدس، وهو ما جاء متناغمًا مع تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي دعا إلى إخلاء قطاع غزة من سكانه وترحيلهم إلى دولٍ أخرى تحت ذرائع واهية، في تأكيدٍ جديد على التواطؤ المطلق بين الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني في العداء لشعبنا.
وأكد النداف أن المرحلة تستوجب الخروج من دائرة المصالح الفئوية الضيقة، والبدء الفوري بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والإعلان عن وحدة الجغرافيا الفلسطينية بين غزة والضفة، وتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني للتصدي لمشاريع التصفية والاستفراد بشعبنا، سواء في غزة أو الضفة أو القدس. كما دعا إلى ضرورة تنسيق الموقف الفلسطيني مع الدول العربية والإسلامية، خصوصًا دول الطوق، من أجل تعزيز المواجهة والتصدي للمؤامرات الصهيونية – الأمريكية التي تستهدف القضية الفلسطينية والاستقرار الإقليمي.
وفي الشأن اللبناني، هنّأ النداف الشعب اللبناني بوقف العدوان الصهيوني الغاشم، كما بارك للبنان نجاحه في انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتشكيل الحكومة، متمنيًا للبنان الاستقرار والازدهار. ودعا العهد الجديد في الدولة اللبنانية إلى إقرار الحقوق الاجتماعية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك حق التملك، بما يعزز صمودهم حتى العودة إلى ديارهم.
وفيما يتعلق بالمخيمات والتجمعات الفلسطينية، شدد النداف على ضرورة إجراء مراجعة نقدية شاملة للسياسات والسلوكيات داخل المخيمات، وفي مقدمتها الالتزام بما تم التوافق عليه بين الفصائل والقوى الفلسطينية في لبنان، والتي أفضت إلى تشكيل هيئة العمل الفلسطيني المشترك، التي يرى فيها إطارًا سياسيًا هشًا بحاجة إلى تطوير وتعزيز، خصوصًا في الملفات الحيوية المرتبطة مباشرةً بحياة أبناء شعبنا، وعلى رأسها ملف الأونروا، ورفض ظاهرة الإغلاق المتكرر لمؤسساتها دون توافق فلسطيني شامل.
وأكد النداف أن الهجمة الصهيونية – الأمريكية على الأونروا تهدف إلى تصفيتها كجزءٍ من مخطط القضاء على قضية اللاجئين وحق العودة، داعيًا جميع الفصائل إلى تبني موقفٍ موحد تجاه الأونروا، ووقف الممارسات التي تؤدي إلى تفكك الموقف الفلسطيني المشترك. كما شدد على ضرورة توحيد الجهود السياسية والميدانية لمواجهة المرحلة الصعبة التي يمر بها شعبنا.
وفي سياقٍ متصل، شدد النداف على أهمية معالجة الملف الأمني داخل المخيمات، مندداً بحالة الفلتان الأمني وإطلاق النار العشوائي، التي تضر بالمخيمات والجوار اللبناني، داعيًا إلى اتخاذ إجراءاتٍ رادعةٍ لحماية المخيمات وصورتها الوطنية.
واختتم النداف كلمته بالتأكيد على أن الذكرى الثالثة والأربعين لإعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني هي مناسبةٌ لتجديد العهد لشعبنا الفلسطيني بمواصلة مسيرة الكفاح حتى دحر الاحتلال الصهيوني عن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحقيق حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

