“أكثر ما يدمي القلب”.. أهالي كفركلا بجنوب لبنان يعودون مشيا إلى قريتهم وهكذا بدت 

19/2/2025

وقد مهّد الجيش اللبنانيّ لهذه العودة الآمنة بإزالة السواتر الترابيّة وبدأ عمليّة المسح الميدانيّ والكشف عن الألغام والذخائر غير المتفجرة.

وكفركلا، بلدة حدوديّة من قرى جنوب لبنان التي انسحبت منها إسرائيل في اللحظات الأخيرة، لكنّها لم تتركها إلا بعد أن أمعنت في تدميرها، ففجّرت المنازل، وجرفت الشوارع، حتّى تلاشت معالمها تحت الركام.

عودة سيرًا على الأقدام

ورغم ذلك، لم يثنِ الخرابُ أبناءها عن العودة، فساروا على أقدامهم إليها، وهو ما أكده الأستاذ حسين سرحان، أحد أبناء البلدة، للجزيرة مباشر بقوله “وُلدتُ في ظلّ الاحتلال الإسرائيليّ، وعشتُ في كفركلا وأعيش وأدرس فيها، واليوم أعود إليها رغم كلّ الدمار. لقد دمّرتها إسرائيل لأنها رفضت الظلم وتمسّكت بالحق”.

“أكثر ما يدمي القلب”

ويصف سرحان مشهد التدمير بحسرة “هنا كانت بيوتنا وأرزاقنا، فهنا كانت صيدلية، وهناك سوبرماركت، وهنالك فرن. لكن أكثر ما يدمي القلب هو سقوط الشهداء، واقتلاع أشجار الزيتون المعمرة لأكثر من 1500 عام في كفركلا بعد سرقتها، وكأنهم أرادوا أن يسرقوا عمرنا معها”.

ومضى يؤكد أنه رغم كل هذا الخراب، فإنهم سيعمرون البلدة قريبا قائلا “سنقيم في بلدتنا التي تعني لنا الكثير، وسنظل متمسكين بها كما تتمسك الجذور بترابها”.

“لم يبق شيء في قرانا”

من جهته قال الشيخ جهاد السعدي والأسى يكسو وجه “إن العدو الإسرائيلي لم يُبق شيئًا في قرانا. فدمر الحجر والشجر وقتل البشر، ولم يترك أثرًا للحياة، وأراد بوحشيته أن يبتلع كافة مظاهر الحياة لدينا، فهو عدو يفتقد الإنسانية ومتغطرس، لكننا سنبقى متجذرين في هذه الأرض ما دامت الحياة تنبض فينا”.

وفي وجه الدمار، تبقى كفركلا شاهدة على إصرار أهلها على العودة بعد تهجير قسري دام أكثر من 15 شهرا.

المصدر : الجزيرة مباشر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى