الشيخ ماهر حمود: رمضان والتقوى

قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في خطبة الجمعة من على منبر مسجد القدس في صيدا حسب عقيدتنا فان المسلم الموّحد يدخل الجنة في نهاية المطاف، وهو امر محسوم، وعلى المسلم ان يعمل من اجل ما قبل الجنة، وهي مراحل كثيرة:
1- في الحياة: بعض الذنوب يعجل الله تعالى عقوبتها في الدنيا، ومن اهمها البغي وهو الظلم، وعقوق الوالدين، وان كان الله يعجل العقوبة للمؤمن، فمعنى ذلك ان به خيراً يدفعه الله اليه، ( وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (السجدة – 21).
2-سكرات الموت: فانه لا شك ان الشكل الذي تفيض فيه الروح يتناسب مع اعمال الانسان وقربه او بعده من الله.
3-القبر: الذي هو صندوق العمل ، وان القبر يتحول بعد الدفن الى حفرة من حفر جهنم او روضة من رياض الجنة، وان الانسان المؤمن قد يعذب في القبر على ذنوب ليست من الكبائر مثل النميمة، او عدم التنزه من البول… ان الذي ينكر عذاب القبر ينكر منه امرا ثابتاً بالتواتر في السنة النبوية.
4-البعث: وفق ما قدم الانسان يُبعث الانسان أمناً او خائفاً من قبره، والمثل الابرز هو آكل الربا الذي يقوم كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
5-يوم الحشر: الذي يبلغ خمسين الف سنة لغير المؤمن، ايضا يحصل نوع من الحساب، وحسب اعمال الانسان يقيه الله من حرارة ذلك اليوم او يتعرض لاذى مستمر حتى يقضي بين الناس.
6-تطاير الصحف، حيث تكشف اعمال الانسان وتكتب على صحائف يراها كل الناس (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة – 18) ، فيفخر الانسان بصحيفته او يخجل منها … الخ.
7-الميزان: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ) (الانبياء – 47).
8-واهم مرحلة هي الصراط الذي يحتاج فيه الانسان الى اعمال استثنائية حتى يحوز الصراط بالسرعة التي تجنبه لهيب جهنم الذي يوقد تحت الصراط، فمن الناس من يمر بسرعة البرق او الريح العاصف أو الريح المرسلة أو جري الفرس أو جري الناس ثم حبواً، فمن مخدوش مسلم او واقع في النار، ولا يخلد احدٌ في النار من اهل التوحيد .
على المسلم ان ينتبه لهذه المراحل ، ففيها الكثير من المشقة لغير الاتقياء ، وشهر رمضان يضع الانسان على طريق التقوى، (…لعلكم تتقون).
حالة الامة: لن يرضى الصهاينة:
لقد بذل المصريون خلال حوالي نصف قرن، منذ بداية محادثات كامب ديفيد، كل ما يمكن ان يجعل الصهاينة يرضون عنهم، ولكن الايام اكدت ان الصهاينة لن يرضوا عن احد حتى يخضع الخضوع الكامل، ترامب يرفض بصلف خطة الاعمار التي طرحها المصريون، والصهاينة يعترضون على بعض التجهيزات العسكرية التي وضعت في معبر فيلادليفيا، ويمنعون المصريين من ادخال جرعة ماء الى غزة الا من خلالهم ، ويرفضون اي موقف فيه شيء من الكرامة ان صدر عن المصريين، والاقتصاد المصري على حافة الهاوية.
وكذلك الملك الاردني قدم كل ما يمكن ان يجعله مقبولا عند الاميركيين والصهاينة، وها هو يتعرض للاهانة المباشرة العلنية في البيت الابيض ويُمنع من ان يدلي بدلوه بأي امر له علاقة بفلسطين.
السعودي قدم كل شيء، والآن ترامب يقول انه سيأتي قريبا الى السعودية ليقوم بغزوة نهب اخرى كالتي انجزها في 20 ايار 2017، حيث حصل في جلسة واحدة على 450 مليار دولار.
السوري سكت عن الغارات الاسرائيلية التي دمرت ما بقي من الجيش السوري واحتل مناطق شاسعة من سوريا، فيما الحكم السوري الجديد يؤكد ان عداوته مع ايران وحزب الله، ورغم ان الحكم السوري الجديد اتى بتوافق اقليمي دولي ضم تركيا واميركا وقطر واسرائيل، لكن اسرائيل لم ولن تترك الحكم الجديد يحقق آمال السوريين بوحدة الاراضي السورية وتحريرها، فهاهم يخترقون المجتمع السوري بعملائهم فيحدثون المشاكل في جرمانا والجنوب السوري وفي الساحل، من خلال تحركات طائفية. يعطي صورة مناقضة لكل ما طرح خلال الأشهر السابقة
لقد قالها بن غوريون منذ التأسيس: إن تقسيم العراق وفق الطوائف وتقسيم سوريا امر جوهري واساسي بالنسبة لامن الكيان الصهيوني، ولا يزال هذا المشروع قائما.
على اللبنانيين ان يروا كل ذلك، فلم تنفع حتى الآن كل الفواتير التي قدمت للاميركي حتى يرضى، ها هو الاميركي يقول بكل وقاحة: يمنع الجيش اللبناني من حيازة السلاح الذي قد يحصل عليه من حزب الله او من فصائل فلسطينية عليه ان يدمرها او ان يقدمها للاميركي، فيما قوى الامن اللبنانية تمنع الجنوبيين من ترميم بيوتهم او اعادة اعمارها، امتثالا للاملاءات الاميركية – الصهيوينة.
ان موقف الحكم الجديد في لبنان لا يُحسد عليه، حيث يسكت الرئيسان عن امور بديهية، مثل مرور الطائرات فوق تشييع السيد حسن، ويتم التأكيد دائما على القرار 1701 ومفاعليه كاملة ويتم الجزم القاطع اننا سنقاوم فقط بالدبلوماسية ، والصهيوني يعلن لن ينسحب من النقاط الخمسة … الخ، وها هم الحريديم يحتلون موقع العباد .
الموقف الضعيف لن يبني دولة ولا مستقبل للبنان بمثل هذا الضعف ولقد جربنا مقولة : قوة لبنان في ضعفه، المقاومة موقف قبل ان يكون سلاحا.