صيدا مدينة رمضانية: تتألّق بالأنشطة… والزينة والأنوار
12 . 03 . 2025

وتتركّز الأنشطة في أحياء وطرقات ومقاهي صيدا القديمة، بدءًا من خان الإفرنج، مرورًا بساحة باب السراي – قلب صيدا النابض بالحياة – وصولًا إلى ساحة ضهر المير، وما بينهم من أروقة وخانات ومعالم تراثية وتاريخية، تستضيف احتفالياتٍ مفتوحةً تجمع بين معاني الشهر المبارك والأمسيات الرمضانية، وخاصّةً منها عروض المولوي، وسوق المأكولات، ومعارض الحِرف والصور والفنّ.
وتحرص الفاعليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المشاركة في هذه الاحتفاليات لإعطائها المزيد من الزخم، ناهيك عن دعوة شخصياتٍ لزيارة المدينة والاستمتاع بأجوائها ليلًا، حيث تتكامل الأنشطة مع الزينة والإنارة التي تُضفي على المكان أجواءً رمضانيةً.
وتقول رئيسة مؤسسة الحريري، النائب السابق بهية الحريري، إن تنظيم هذه الأنشطة تأكيدٌ على أنّ صيدا مدينةٌ رمضانيةٌ بامتياز، وأنها تنعم بالأمن والاستقرار، وتضيف: “إنّ مدينة صيدا كانت سبّاقةً منذ عام 1997 في إحياء شهر رمضان عبر أنشطةٍ روحانيةٍ وثقافيةٍ وتراثية، لا سيما في صيدا القديمة”. وأشارت إلى أنّه في عام 2019، تمّ إطلاق مبادرة “صيدا مدينة رمضانية” تحت مظلة بلدية صيدا، بهدف تنسيق الجهود وتوحيد الأجندة الرمضانية للأنشطة والمساحات المخصّصة للسكان والزوار.
وتُشيد الحريري بالمبادرات التي تنفّذها المؤسسات والجمعيات الأهلية واللجان لدعم الترويج السياحي للمدينة، داعيةً إلى جعل هذا التعاون مستمرًّا على مدار العام من خلال أجندةٍ سنويةٍ للفعاليات والمواسم، مشدّدةً على أهمية استمرار التعاون مع المجتمع المحليّ لتعزيز الأمان.
ويشير رئيس بلدية صيدا، الدكتور حازم بديع، خلال حفل إطلاق الموسم الخامس من “صيدا مدينة رمضانية”، إلى أنّ المدينة تواصل استقبال أهلها والمقيمين والزوار في أجواءٍ تمزج بين التراث والحداثة، وبين العبادة والفرح، مجسّدةً نموذجًا للتنوّع والعيش المشترك والانفتاح. ويوضّح أنّ إحياء هذا الشهر يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والثقافية والسياحية، وإعادة الحياة إلى أحياء المدينة وأسواقها التاريخية.
ويستعرض المشرف على الأنشطة في خان الإفرنج، أحمد كسّاب، مسار هذه الاحتفالية منذ عام 2019 وحتى اليوم، ويقول: “لقد وُضِع برنامجٌ وخارطةٌ مشتركةٌ لكافة الأنشطة والفعاليات، مع إطلاق مبادراتٍ وجولاتٍ ميدانيةٍ وحملاتٍ إعلاميةٍ للترويج لصيدا مدينةً رمضانيةً، وعملنا مع UN Habitat وبلدية صيدا على إنتاج مساراتٍ سياحيةٍ مع الإضاءة على كافة المواقع التراثية والتاريخية والسياحية في صيدا والمدينة القديمة”.
ويوضّح كسّاب أنه خلال الموسم الثاني والثالث والرابع من “صيدا مدينة رمضانية”، تمّ تنظيم أكثر من 150 فعاليةً من قبل أكثر من 90 جهةً مشاركةً، حيث زار المدينة خلال المواسم الثلاثة أكثر من 210 آلاف زائر، آملين استمرار تألّق المدينة في السنوات المقبلة.
وتؤكّد رئيسة لجنة النشاطات في بلدية صيدا وعضو المجلس البلدي، وفاء شعيب، أنّ البلدية وضعت برنامجًا أسبوعيًّا للفعاليات بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، وعملت على تزيين ساحات المدينة وإضاءتها بالتنسيق مع المجتمع المدنيّ والمؤسسات الخاصة، إضافةً إلى توفير إنارةٍ تعمل بالطاقة الشمسية بالتعاون مع منظماتٍ دوليةٍ وجمعياتٍ محلية.