صيدا… المدينة التي لا تحيد عن بوصلتها فلسطين

7-4-2025

محمد دهشة

في كل لحظة مفصلية، تثبت صيدا أنها ليست مجرد مدينة لبنانية، بل ضميرًا وطنيًا نابضًا بالثوابت والمواقف. لم تتخلّ يومًا عن فلسطين، ولا عن شعبها، ولا عن قضيتها التي تجري في عروق أهلها كما تجري الدماء. حملت فلسطين في وجدانها، ودافعت عنها في أصعب الظروف، وقدّمت من أجلها التضحيات من دم أبنائها ووجع أحيائها.

صيدا، التي صانت نسيجها الوطني في وجه كل رياح الفتنة وحافظت على الوحدة الوطنية والعيش المشتركة، تُجدد اليوم عهدها مع فلسطين، وتؤكد التزامها الراسخ بالدفاع عن قضيتها في وجه كل محاولات تصفيتها، وتقف كتفًا إلى كتف مع غزة، في وجه آلة الإبادة الإسرائيلية. وفي موقف موحّد عبّرت عنه كل قواها السياسية والدينية والاجتماعية، رفعت اليوم صرخة صيدا: “لن تكونوا وحدكم”.

 فقد انطلقت في مدينة صيدا مسيرة جماهيرية حاشدة رفضًا لحرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، ورفعًا للصوت في وجه المجازر المرتكبة بحق المدنيين العزّل، وسط دعوات للمجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته والتحرك الفوري لوقف العدوان وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية والطبية.

وقد شارك في المسيرة، التي دعت إليها الهيئات العلمائية، واللجان المسجدية، والتجمعات الطبية، والروابط الطلابية، ولجان الأحياء، حشود من اللبنانيين والفلسطينيين، حيث رُفعت الأعلام اللبنانية والفلسطينية إلى جانب الرايات الحزبية، ولافتات تطالب بوقف المجازر وإنهاء العدوان.

وانطلقت المسيرة من ساحة إيليا، مرورًا بشارعي القدس وغسان حمود، وصولًا إلى شارع رياض الصلح وساحة النجمة، حيث ألقيت كلمات لممثلين عن المرجعيات الدينية والهيئات الإسلامية، من بينهم مفتي صور وأقضيتها الشيخ مدرار الحبال، وممثل هيئة العلماء المسلمين الشيخ مصطفى الحريري، ونائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية الدكتور بسام حمود.

وكان الإضراب العام قد عمّ صيدا والمخيمات الفلسطينية في لبنان، استجابةً لدعوة “الحملة العالمية لوقف الإبادة في غزة” إلى الإضراب العالمي، اليوم الإثنين 7 نيسان 2025، رفضًا للعدوان المتواصل على قطاع غزة، ومطالبةً بوقف المجازر المرتكبة بحق المدنيين.

وأقفلت المؤسسات والمحال التجارية في المدينة، كما أغلقت المدارس الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني أبوابها، في حين فتحت المدارس الرسمية، إلا أن غالبية الطلاب لم يحضروا إلى صفوفهم. وشهدت شوارع المدينة صباحًا حركة خجولة، إذ لازم المواطنون والطلاب منازلهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى