الشيخ ماهر حمود: الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة ولن توقفه فتاوى سياسية أو اتفاقيات التطبيع

أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، الشيخ ماهر حمود، أن الجهاد في سبيل الله ماضٍ إلى يوم القيامة، ولا يمكن لأي جهة دينية أو سياسية أن تغيّر من هذه الحقيقة الشرعية الثابتة، مشددًا على أن ما تقوم به حركات المقاومة الفلسطينية هو “جهاد مشروع لا يحتاج إلى إذن أحد”.
وفي خطبة الجمعة التي القاها من على منبر مسجد القدس في صيدا، عبّر الشيخ حمود عن استنكاره لما صدر مؤخرًا عن دار الإفتاء المصرية من فتوى تُلمّح إلى اشتراط إذن “ولي الأمر” قبل الشروع في الجهاد، مشيرًا إلى أن مثل هذه الفتاوى لا تستند إلى أي دليل شرعي، وتتماهى مع السياسات الغربية والصهيونية الساعية لتجريم المقاومة وتثبيت الكيان الصهيوني في قلب الأمة.
وقال الشيخ حمود: “لن تستطيع دار الإفتاء المصرية، ولا مَن يدّعون الانتساب إلى الفقه السلفي، ولا أنصاف المتعلمين، ولا عملاء الأنظمة، مهما حملوا من ألقاب أو احتلوا من مناصب، أن يغيّروا من ثوابت الشريعة أو يُنتجوا إسلامًا يتوافق مع المخططات الأمريكية والصهيونية”.
وأضاف أن الجهاد الذي يقوم به أبطال فلسطين من كافة الفصائل، من حماس والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى والمقاومة الشعبية وغيرهم، هو من صلب “جهاد الدفع”، وهو فرض عين لا يتطلب إذنًا من أحد، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم: “من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد، ومن قُتل دون أرضه فهو شهيد”.
كما أشار الشيخ حمود إلى أن محاولة فرض مفهوم “ولي الأمر” على حالة الاحتلال التي تعيشها فلسطين هو نوع من التلاعب بمفاهيم الشريعة، متسائلًا: “كيف يُطلب من أبناء فلسطين إذن ولي أمر بينما هم في حالة دفاع عن أرضهم وعرضهم؟ وهل كانت اتفاقيات أوسلو وكامب ديفيد ووادي عربة عهودًا شرعية أم أدوات لضرب قضايا الأمة؟”.
وأوضح أن الجهاد ينقسم إلى نوعين: جهاد الطلب، وهو الجهاد الذي يُشترط فيه وجود إمام أو خليفة، وجهاد الدفع، وهو القائم اليوم في فلسطين، ولا يحتاج إلى إذن أحد. واستشهد الشيخ حمود بقصة أبي بصير وأبي جندل بعد صلح الحديبية، حين تصرفا بمبادرة فردية دفاعًا عن الدين، ما أدى إلى إلغاء أحد بنود الاتفاق الذي أضر بالمسلمين.
وأعرب عن أسفه من خضوع كثير من مراكز الإفتاء في العالم الإسلامي لأجهزة المخابرات، وابتعادها عن الاستقلالية الشرعية، معتبرًا أن الخلاف الفقهي بين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ودار الإفتاء المصرية قد تأثر بالخلافات السياسية بين دول مثل السعودية وقطر، بدل أن يكون خلافًا علميًا مبنيًا على أدلة.
وختم الشيخ حمود بالقول: “الجهاد باقٍ، والمؤامرات لم تنجح عبر التاريخ في وقفه، حتى في أحلك ظروف الانقسام والتخلف. بل نحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى اجتهادات جديدة، تعكس واقعنا المأزوم الذي لا نملك فيه سلاحًا ولا غذاء إلا من أعدائنا، في وقت باتت فيه الحدود بين دار الإسلام ودار الكفر مشوشة، مما يستدعي إعادة النظر في هذه المفاهيم وفق واقع الأمة الحديث”.