الشيخ ماهر حمود: وفاة البابا فرنسيس خسارة للمسلمين والمعتدلين في العالم المسيحي

أشاد الشيخ ماهر حمود، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، بالمواقف الإنسانية والتاريخية للبابا فرنسيس، معتبرًا أن وفاته تمثل خسارة كبيرة للعالم الإسلامي وللمعتدلين والمنصفين في العالم المسيحي.
وقال الشيخ حمود في بيان له: “لقد كان البابا فرنسيس من أكثر الباباوات حرصًا على تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي، وأصدقهم تعبيرًا عن وقوف المسيحية الحقة إلى جانب الفقراء والمستضعفين والمظلومين. ومن خلال تجربتنا، نؤكد أن رحيله يشكل خسارة فادحة للمساعي الصادقة نحو الحوار والتلاقي بين الأديان.”
وأضاف أن البابا الراحل جسّد هذا التوجه عبر توقيعه وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب خلال زيارته إلى الإمارات في فبراير 2019، وكذلك بلقاءه المرجع الديني السيد علي السيستاني في أزقة النجف المتواضعة خلال مارس 2021، دون أن يشترط أي مظاهر استقبال رسمية.
وأشار الشيخ حمود إلى أن البابا فرنسيس أنهى حياته بمواقف مشرفة، حيث أدان بوضوح حرب الإبادة ضد غزة، ولم يتردد في مواجهة نائب الرئيس الأميركي بكلمات حازمة ترفض الانحياز الأميركي الفاضح للاحتلال الإسرائيلي.
وأكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة أن موقف الفاتيكان عبر التاريخ كان أكثر إيجابية تجاه العالم الإسلامي مقارنة ببعض الكنائس المحلية، مذكّرًا بأن الفاتيكان رفض إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني حتى توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، الذي وصفه الشيخ حمود بأنه “لا يمثل إلا أقلية قليلة من الفلسطينيين”، واعتبره مقدمة لتنسيق أمني وملاحقة أبطال المقاومة.
وتابع قائلاً: “إن اختيار البابا لاسم ‘فرنسيس’ بعد تنصيبه كان رسالة بحد ذاتها، استلهم فيها سيرة القديس فرنسيس الأسيزي الذي كان رمزًا للحوار والسلام خلال زمن الحروب الصليبية.”
كما استعرض الشيخ حمود المواقف الإيجابية لبعض الباباوات، مثل اعتذار البابا يوحنا بولس الثاني عن أخطاء الكنيسة تجاه المسلمين خلال الحروب الصليبية، وانتقاد الفاتيكان الواضح للعدوان الأميركي على العراق عام 2003.
وختم الشيخ ماهر حمود تصريحه بالتأكيد على أهمية استمرار الحوار الإسلامي المسيحي بروح من العدالة والإنصاف، بعيدًا عن الخضوع للأنظمة السياسية ومصالحها الضيقة، داعيًا إلى التمسك بثوابت الأمة وإبقاء صوت الحق حاضرًا في وجه الظلم والتحريف، مستشهدًا بقوله تعالى:
﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ (آل عمران: 64).