هل يعلن رامي بشاشة ترشحه لعضوية المجلس البلدي لمدينة صيدا؟

محمد دهشة

 ليس إعلانًا انتخابيًا نمطيًا، ولا بيانًا تقليديًا يُقرأ على عجل… بل هو امتدادٌ لحكاية بدأت منذ الطفولة، بين حجارة صيدا القديمة، في الحارات التي كانت شاهدة على ضحكته الأولى، ودهاليز المدينة التي تحفظ صدى خطواته وهو يخوض لعبة “الغميضة” أو يركض خلف كرة “الغلل”.

من خلفية كشفيةٍ لا تعرف الترف، ومن ميدانٍ اعتاد خدمة الناس في السراء والضراء، خرج القائد الكشفي، مفوض جمعية الكشاف المسلم في الجنوب، رامي رفيق بشاشة، ليطرح سؤالا هل يترشح لعضوية المجلس البلدي في مدينة صيدا، مستمزجا اراء عائلته واقاربه ومحبيه، ليضيف في حال حسم قراره إلى مشهد الترشيحات طاقةً جديدة، ونفسًا من جيلٍ لا يزال يؤمن بأن الخدمة ليست مرتبطة بمنصب، بل مزروعة في الروح قبل أي شيء.

بشاشة الذي حفظ حارات واحياء وأزقة وحتى دهاليز صيدا القديمة، حفظه الناس على ظهر قلب، محبا لخدمتهم وقائدا كشفيا في تنظيم النشاطات والحفاظ على ذاكرة المدينة القديمة – البلد، من النسيان والاهمال وخاصة في شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والاضحي والمناسبات الوطنية.

بسؤالٍ بسيط، من أنا؟ بدأ بشاشة تقديم نفسه للناس: أنا رامي رفيق بشاشة، مواطن لبناني صيداوي، وُلدتُ وتربيتُ في حي رجال الأربعين وظهر المير، وعشتُ خمسةً وعشرين عامًا من عمري في قلب المدينة القديمة. عشقتُ حواريها، وساحاتها، ووجوه ناسها الطيبين. كانت طفولتي بين ألعاب الحيّ الشعبية، ومراهقتي بين قصص الصيادين، وكبار السن الذين لا تزال أعينهم تضحك بحنينٍ وهم يروون ذكريات ‘بحر العيد’ و’الحكواتي’ و’المولد’، وتلمع شموخًا عندما يذكرون أسماء رجالٍ مثل عزو البزري، وصلاح، ومعروف سعد، والدكتور نزيه.”

وأضاف بشاشة، ذاكرة صيدا، تلك التي كادت تنطفئ تحت غبار الزمن، كانت دومًا حاضرة في قلبه، لذلك حين تولّى منصب مفوّض الجنوب في جمعية الكشاف المسلم عام 2009، لم يكن هدفه سوى إعادة النبض إلى هذه الذاكرة، وبثّ الروح في المناسبات التراثية والدينية التي اندثرت كما اندثرت كثير من القيم في الأزقة القديمة.

لم يكن في باله حينها كرسي أو منصب، بل كانت غايته أن تعود البسمة إلى وجه طفل، وتعود الطمأنينة إلى قلب عجوز، أن يتذكّر الناس أن المدينة ما زالت تنبض رغم كل ما أصابها، وأن الحياة لا تزال ممكنة عندما تلتقي النوايا الطيبة مع العمل الصادق.

لماذا الآن؟

الناس يسألون: هل ترشحت؟ ما هو برنامجك الانتخابي؟ فيردّ ببساطة: الترشح بحدّ ذاته ليس الغاية، فالمناصب لا تصنع خدمة، والخدمة لا تحتاج إلى مناصب. نحن خدمنا وشاركنا وفرّحنا وساعدنا من دون أن نكون في موقعٍ رسمي، ولم نعد الناس بشيء، لكننا كنّا معهم في كل شيء.”

 رامي بشاشة لا يترشّح ليعد الناس، بل ليكمل معهم ما بدأه. وإن قدّر الله له أن يصل إلى المجلس البلدي، فسيحمل المسؤولية كأمانة لا تشريفًا، وسيظل وفيًا للمدينة التي تسكنه، ويظل خادمًا لأبنائها كما كان دومًا، من دون بهرجة ولا شعارات.

 “حب صيدا لا يحتاج إلى كرسي، يقولها بكل صدق، هو شيء يجري في عروقي كما يجري الدم، ومن أحبّ المدينة حقًا، لن يتخلى عنها سواء داخل المجلس أو خارجه.” اللهم هيّئ لنا من أمرنا رشدًا…

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى