المختار هلال الجعفيل… مرشّح حي الكشك استمرارا لمسيرته في خدمة الناس

محمد دهشة
يعود اليوم المختار هلال الجعفيل ليترشّح مجددًا لحيّ الكشك في صيدا، لا كوجه انتخابي عابر، بل كأحد أبناء الحي الذين تشهد لهم الأرصفة بالحضور، وتحتفظ لهم الأزقّة بضحكات الطفولة وصدى الخطى الأولى. فحيّ الكشك ليس في نظره مجرد عنوان سكن، بل حكاية انتماء متجذّرة، نسجتها العلاقات والروابط اليومية، من سلام الجيران إلى مشاركة الفرح والحزن، ومن تفاصيل القهوة الصباحية إلى همسات الهمّ المشترك.
نشأ هلال بين أهل الحي، فحفظ أسماءهم، وعرف وجوههم، وكوّن معهم لغة لا تُكتب في الأوراق، بل تُروى في المواقف. ولهذا، لم يكن مختارًا بالموقع فقط، بل بالفعل والانتماء؛ حارسًا للنسيج الاجتماعي، ووسيطًا للخير، وصوتًا لِمن لا صوت له. في حضوره، تشعر بأن الحي لا يُدار بسلطة، بل بمحبة تُقرّب، ورحمة تُعلي من قيمة الإنسان.
من خلال عمله كمختار، ظل قريبًا من الناس، يسمع ويصلح، يشهد ويسعى، يؤمن أن الكرامة لا تُمنح من سلطة، بل تُصان من ضمير. يرى الحرية حقًا لا يُساوَم عليه، والعدالة مبدأ لا يتجزأ، وأن الرحمة إذا سكنت القرار، جعلت من القانون جسدًا له روح.
اليوم، وهو يجدد الترشّح، لا يعود لكرسي المختار بقدر ما يعود لنبض الحيّ الذي يشبهه، ليكمل ما بدأه، ويواصل خدمة الناس بعين الإنسان، لا بعين المنصب.