الشيخ حمود: الإسلام سبق كل الأنظمة في إرساء حقوق العمال وحذّر من أوهام الشيوعية والهيمنة الصهيونية

ألقى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، الشيخ ماهر حمود، خطبة الجمعة من على منبر مسجد القدس في صيدا، ، التي تناول فيها عدداً من القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية، مؤكداً أن الإسلام سبق الأنظمة الحديثة في إرساء حقوق العمال، وحذّر من الأوهام التي زرعتها الشيوعية، ومما أسماه بـ”الاختراق الصهيوني العميق للجسد الإسلامي”.
واستهل الشيخ حمود خطبته بتسليط الضوء على المبادئ التي أرساها الإسلام في حفظ حقوق العمال، منذ قرون، قبل الثورة الصناعية وقبل أن تخرج الأنظمة الاشتراكية إلى الوجود، مؤكداً أن العمل في الإسلام عبادة، ومشيراً إلى الأحاديث النبوية التي تكرّم العامل وتحثّ على الإنصاف والرحمة في التعامل معه، وترفض تحميله ما لا يُطاق.
كما استشهد بمواقف من سيرة الخلفاء الراشدين، وخصوصاً الخليفة عمر بن الخطاب، في التشديد على الحد الأدنى للأجور، ورفض استغلال العمال أو حرمانهم من حقوقهم، مؤكداً أن الإسلام شرّع تعويض نهاية الخدمة، ورعى حتى شيوخ أهل الكتاب عند العجز والفقر.
وفي المقابل، اعتبر الشيخ حمود أن الأنظمة الشيوعية التي رفعت شعارات العدالة الاجتماعية وإنصاف العمال، لم تنجح في تحقيق ما ادّعته، بل ثبت أن مستوى معيشة العمال في الغرب الرأسمالي كان أفضل مما قدّمته الأنظمة الاشتراكية، في أبرز فترات قوتها. واعتبر أن تجارب التأميم، كما حصل في سوريا ومصر، أدت إلى نتائج كارثية على الاقتصاد والعمال.
وانتقد الشيخ حمود ما وصفه بـ”الأوهام التي تعيشها البشرية”، مؤكداً أن الغرب بعد سقوط الشيوعية، عمل على ضرب التيار الإسلامي وتشويهه من خلال دعم جماعات متطرفة كداعش والنصرة، وافتعال صراعات مذهبية مدمّرة.
وتوقف في خطبته عند الحادثة المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم التي وقعت مؤخراً في جرمانا، معتبراً أن جميع أطرافها – منفذو الإهانة وردات الفعل – هم ضحايا تحريك صهيوني خبيث هدفه تفتيت الأمة وتشويه صورتها، مشيراً إلى أن اليهودي يحاول أن يقدم نفسه كحامٍ للأقليات والمظلومين، بينما يدير الصراعات لتدمير بلادنا.
وفي الشأن الفلسطيني، شدد الشيخ حمود على ضرورة أن يُثبت من تبقى من أبطال حركة “فتح” الأوفياء للمقاومة أنهم لا ينتمون لخط التطبيع ولا يمثلهم من تم تنصيبه على رأس منظمة التحرير بقرار صهيوني – على حد تعبيره – داعياً إلى استعادة إرث الرصاصة الأولى والانتفاضة ومواقف القادة الشهداء كأبو جهاد وأبو علي إياد.
وفي ختام الخطبة، تطرق الشيخ حمود إلى الشأن اللبناني، فاعتبر أن الانتخابات البلدية تمثل فرصة للإصلاح الحقيقي شرط صدق النوايا، داعياً إلى إلغاء الصلاحيات التنفيذية المطلقة لمحافظ بيروت الذي يقوّض دور المجلس البلدي المنتخب، كما رفض فرض المناصفة بشكل فوقي، مطالباً بأن تكون بإرادة أهل العاصمة لا بقرارات تؤجج الطائفية.
وفي تعليق على بيان المجلس الأعلى للدفاع، الذي وجّه تحذيراً للفصائل الفلسطينية من استخدام الأراضي اللبنانية لإطلاق الصواريخ، اعتبر حمود أن التوقيت غير مناسب، خاصة أن الإجراءات تُتخذ بالتنسيق لتسليم الفاعلين الذين تصرّفوا دون قرار مركزي، داعياً إلى التمييز بين القرار المنظم والتصرفات الفردية.