الشيخ ماهر حمود في خطبة الجمعة من مسجد القدس: الغيب امتحان، واستهداف المقاومة خيانة وطنية

في خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد القدس في صيدا، تناول رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، الشيخ ماهر حمود، معاني الإيمان بالغيب، متحدثًا عن أهمية الامتحان الإلهي الذي يُعبِّد الإنسان لله دون رؤية، مستشهدًا بقصة النبي إبراهيم عليه السلام حين امتثل لأمر الله بذبح ابنه، دون أن يُكشف له مصير الفداء مسبقًا، مؤكدًا أن الغيب جزء جوهري في العقيدة، وأن كشفه يبطل حكمة الثواب والعقاب.
وفي السياق ذاته، شبّه الشيخ حمود ما تمرّ به الأمة من ظروف صعبة، تُظهر المقاومة في أضعف حالاتها والعدو الصهيوني والأميركي في أوج جبروتهما، بأنه امتحان مشابه لما مرّ به الأنبياء، مشيرًا إلى أن “الصهيوني يقتل من يشاء ويغتال بدقة من يشاء، بينما الأميركي يتحكم بمقدّرات الأمة ويغيّر حكومات ويستولي على ثرواتها”.
وانتقد الشيخ حمود بشدة من وصفهم بـ”أصحاب السجلات السوداء”، الذين يهاجمون المقاومة في لبنان، رغم “ماضيهم الملطخ بالمجازر والعمالة”، مضيفًا أن “من يُدخل القوات اللبنانية إلى الانتخابات البلدية في صيدا يرتكب خطيئة كبرى، وسيُحشر مع عمرو بن لحي، الذي أدخل الأصنام إلى الكعبة”، بحسب وصفه.
وتهكّم على شعار “عودة لبنان إلى الحضن العربي”، قائلًا إن من يرفعونه لا تعنيهم العروبة الحقيقية التي كانت تدعو إلى الوحدة ومواجهة الصهيونية، بل يرون في العرب فقط “البترول والسياحة والمال”.
ودعا الشيخ حمود في ختام حديثه هؤلاء إلى التوبة، محذرًا من مفاجآت قدر الله التي قد تُصيب من يكيدون سرًا، مستشهدًا بقوله تعالى:
“فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ” (المائدة – 52).
وفي سياق منفصل، تطرق الشيخ حمود إلى انتخاب البابا ليو الرابع عشر، معربًا عن تفاؤله بالبابا الجديد طالما أنه يؤكد نيته السير على نهج البابا فرنسيس، الذي وصفه بـ”صوت الضمير” في إدانته لمجازر غزة، وسعيه للحوار الإسلامي – المسيحي، عبر لقائه شيخ الأزهر والمرجع السيستاني، واهتمامه بالمهاجرين والفقراء.
وأشار الشيخ حمود إلى التناقض بين دور الفاتيكان المعنوي في العصر الحديث، ودوره في الماضي حين كان يُحرّك الجيوش ويقود الحروب الصليبية، معتبرًا أن “فصل الدين عن الدولة في أوروبا ساهم في النهضة، بينما أدى في منطقتنا إلى التخلف والانقسام”، موضحًا أن “الدين في الشرق له دور مختلف، وأن دعم الفاتيكان المعنوي اليوم مهم في الصراع مع الصهيونية والاستكبار العالمي”.