الدكتور أحمد سعيد عكرة للجزيرة نت: ترشح جيل الشباب تقوده الشعور بالمسؤولية

الانتخابات البلدية في لبنان.. إقبال شبابي لكسر الجمود السياسي

بيروت- كشفت الانتخابات البلدية في لبنان، التي تجرى على 4 مراحل خلال مايو/أيار الحالي، عن إقبال غير مسبوق من الشباب على الترشح لمناصب عضوية المجالس البلدية والاختيارية (انتخاب المختار) في مختلف المحافظات.

ويأتي هذا الإقبال في إطار رغبة حقيقية في ضخ روح جديدة في الحياة السياسية المحلية، والسير قدما في مسار التغيير والمشاركة الفاعلة في صنع القرار، لا سيما في ظل العصر الرقمي الذي يشهد تطورا متسارعا في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وتعود أسباب إقبال الشباب هذا على الترشح حسب مراقبين، إلى مجموعة من العوامل، أبرزها:

  • شعور فئة واسعة من الشباب بالتهميش في السياسات المحلية طوال السنوات الماضية، ورغبتهم في كسر حلقة “التوريث” السياسي والمحسوبيات العائلية والحزبية.
  • أسهمت الأزمات المتلاحقة التي شهدها لبنان، من الانهيار الاقتصادي إلى تدهور الخدمات الأساسية، في تعزيز وعي الشباب بأهمية العمل البلدي، وضرورة أن يكون لهم دور مباشر في إدارة شؤون بلداتهم ومناطقهم.
  • برزت في عدد من المناطق مبادرات شبابية مستقلة تدعو إلى العمل على تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات البيئية، وتفعيل الحوكمة الرشيدة والشفافية.

ويرى مراقبون أن هذا الحراك يشكل مؤشرا واعدا على نضج سياسي متنامٍ لدى الأجيال الجديدة التي بدأت تتحرر من الأطر التقليدية وتطمح إلى بناء نموذج جديد في العمل البلدي يرتكز على الكفاءة والشفافية وخدمة المواطن.

تحول نوعي

من جانبه، يرى أحمد سعيد عكرة، المرشح لمنصب نائب رئيس بلدية صيدا ضمن لائحة “سوا لصيدا”، أن ترشّح عدد كبير من الشباب في هذه الانتخابات يعكس تحولا نوعيا في المشهد المحلي، تقوده الرغبة في التغيير، والشعور بالمسؤولية، والتطلع إلى دور فاعل في صناعة القرار.

وأوضح للجزيرة نت أن أول ما يدفع الشباب إلى الترشح هو قناعتهم بأن المجالس البلدية لم تعد تعبر عنهم بشكل كافٍ، مشيرا إلى أن هذا الجيل يتميز باندفاعه نحو إدخال أفكار جديدة وأساليب عمل مبتكرة تساعد في خدمة أبناء المدينة بطرق أكثر كفاءة وسرعة.

ووفق عكرة، فإن الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع هو العامل الثاني الذي يحفز الشباب على خوض غمار العمل البلدي، مشددا على أنهم يدركون أن عليهم دورا حقيقيا في خدمة الناس ومعالجة قضاياهم خصوصا في ما يتعلق بالتعليم والتكنولوجيا والرياضة والصحة، لافتا إلى أن كثيرين من جيله أثبتوا جدارتهم بعد وصولهم إلى مواقع مؤثرة وتنفيذهم تغييرات ملموسة في مجتمعاتهم.

وتابع “نعيش في عصر الشباب والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ومن الطبيعي أن يكون هذا الجيل هو الأقدر على التعبير عن روح العصر”، مؤكدا أن الشباب لم يعودوا مستعدين لدور المتفرج، بل يسعون بجدية لأن يكونوا شركاء فعليين في صناعة القرار المحلي ورسم ملامح المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى