أحمد الجردلي: فلنمنح مدينتنا صيدا الفرصة التي تستحقها

بقلم: الحاج أحمد الجردلي
في ظل الاستحقاق البلدي المرتقب، وانطلاقاً من حرصنا على مستقبل مدينة صيدا وأهلها، نؤكد على ضرورة أن تكون الانتخابات المقبلة مناسبة لإعادة تصويب البوصلة، وتقديم نموذج جديد في العمل البلدي يرتكز على الكفاءة، الشفافية، والعمل المؤسسي.
ونشدد أن العمل البلدي هو عمل تنموي وخدماتي بالدرجة الأولى، لا ساحة للصراع السياسي، ولا امتداداً لأي مشروع حزبي أو فئوي. فالمجلس البلدي ليس منبراً للخطابات، بل ورشة يومية لإدارة شؤون المدينة وتحسين حياة أهلها.
إن التوافق هو حاجة ملحّة في هذه المرحلة، ويجب أن يكون توافقاً حقيقياً يفتح المجال أمام ترشح الكفاءات من الشباب والمخضرمين، بعيداً عن منطق المحاصصة والانتماءات الضيقة. فالعمل البلدي لا يُبنى على الشعارات، بل على الرؤية والخطة والمحاسبة.
وندعو إلى أن يكون الترشح مبنياً على مشروع متكامل للنهوض بالمدينة، يتضمّن خطة زمنية واضحة المعالم على ثلاث مراحل:
• مرحلة أولى خلال المئة يوم الأولى من عمر المجلس، تُنجز فيها خطوات عملية تعكس الجدية والانطلاق.
• مرحلة ثانية عند منتصف الولاية (بعد ثلاث سنوات)، تُخصص للتقييم والمراجعة وتوسيع نطاق العمل.
• مرحلة ثالثة مع نهاية الولاية (بعد ست سنوات)، تُعرض فيها النتائج أمام الرأي العام بوضوح وشفافية، وفق مؤشرات قياس حقيقية.
إن صيدا اليوم بحاجة إلى مجلس بلدي يُجيد التخطيط، ويتقن التنفيذ، ويقبل بالمحاسبة. المطلوب ليس فقط من يترشح، بل من يحمل مشروعاً ويملك أدوات تحويله إلى واقع.
صيدا تستحق فرصة جديدة تُدار فيها المدينة بعقلٍ جماعيّ، وكفاءة مهنية، وخطة قابلة للتنفيذ.
وأدعو الجميع من أهل صيدا، بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم، إلى المشاركة الفاعلة في هذا الاستحقاق، ترشّحاً وانتخاباً، ودعم الكفاءات والمشاريع الجادة.
وطالما أننا أمام عدد كبير من اللوائح والمرشحين الذين تطوّعوا لخدمة المدينة، فإنها فرصة حقيقية لأبناء صيدا لاختيار الأفضل، والدعوة إلى تنويع الاختيار بوعي، بعيداً عن التعصّب والانغلاق، فالمعيار يجب أن يكون الكفاءة والنزاهة، لا القرب أو الولاء.
فلنمنح مدينتنا الفرصة التي تستحقها، ولنبنِ معاً صيدا التي نطمح إليها: مزدهرة، عادلة، وعصرية.