عين الحلوة يروي حكايته: إطلاق كتاب المخيم احتفالا بالذاكرة الحية
2025/05/19

في لقاء استثنائي نابض بالذاكرة والوفاء، أطلقت جمعية ناشط الثقافية والاجتماعية، “كتاب المخيم” الذي يوثق ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة بين عامي 1948 و1985، جامعا شهادات وروايات من أفواه أهل المخيم أنفسهم، حفاظا على ما تبقى من الذاكرة الجمعية . وقد أنجز هذا العمل التوثيقي بالشراكة مع مؤسسة “أورسلا” ، وبدعم كريم من عائلة المناضل الراحل الدكتور محمود عبد الرحيم سعسع، إهداء لروحه وتخليدا لإرثه النضالي والإنساني.
افتتح الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، سبقها عرض موسيقي قدمته الفرقة الموسيقية التابعة لمجموعة جيل العودة الكشفية والإرشادية ،حيث أضفى أجواء وجدانية تمهد لرحلة العودة إلى الذاكرة .
وتولت مسؤولية الاعلام في جمعية ناشط الصحافية روان سيد عرافة الحفل بحضور وجداني لافت، استهلته بكلمة ترحيبية مؤثرة قالت فيها: “أيها الحضور الكريم، أصدقاء القضية، أبناء المخيم ورفاق الحلم والذاكرة، نرحب بكم في هذا اللقاء الاستثنائي الذي لا يشبه غيره، لأنه لا يشبه إلا نفسه: ذاكرة وطن، وحكاية مخيم، وقضية لا تموت.” وقد رافقت روان فقرات الحفل بدفء لافت وحضور متماسك، عكسا صدق انتمائها العميق للقضية والحكاية
وألقى مدير جمعية ناشط، الدكتور ظافر الخطيب، كلمة شاملة أكد فيها أن حفظ الذاكرة الوطنية هو فعل نضالي يوازي المقاومة المسلحة، قائلا ان رواية الفلسطينيين لتاريخهم بأصواتهم هي الرد الأقوى على محاولات المحو والتشويه. وشدد على أن المشروع يندرج في إطار مقاومة ثقافية لا تقل أهمية عن سائر أشكال النضال
أما الكاتب والمسرحي عبيدو باشا، فقد تناول في كلمته البعد الإنساني العميق لهذا العمل التوثيقي، معتبرا أن مساهمته في الكتاب كانت محاولة لإعطاء هذا الوجع لغة، ولحمل ذاكرة لا تنكسر للمخيم .
ومن خارج لبنان، ألقت أورسلا هوصر، ممثلة مؤسسة “أورسلا”، كلمة عبر تطبيق الزوم، عبرت فيها عن فخر المؤسسة بالمشاركة في هذا المشروع، الذي وصفت رواياته بأنها تتجاوز المخيم لتصل إلى ضمير العالم
كما وجهت وجيهة سعسع، ابنة الدكتور محمود سعسع، كلمة مؤثرة من مكان إقامتها، استعرضت خلالها جهودها في ترجمة الكتاب إلى اللغة الإسبانية، مؤكدة التزامها بإيصال صوت المخيم إلى العالم.
وفي لمسة فنية أحيت الهوية، قدمت فرقة ناشط للفلكلور الشعبي عرض دبكة فلكلورية في افتتاح وختام الحفل، جسدت من خلالهما حيوية التراث الفلسطيني وتاريخه، وسط تفاعل كبير من الجمهور.
وتميز الحفل بلحظات تكريم مؤثرة، حيث تم تكريم اصحاب الشهادات الذين ساهموا في تقديم شهاداتهم ورواياتهم، تقديرا لدورهم في نقل الرواية الفلسطينية من الذاكرة إلى الصفحات. كما تم تكريم عائلة الشاب الراحل وليد طه، الذي تولى تفريغ المقابلات وكان جزءا أساسيا من فريق العمل، وتسلم الدرع التكريمي نيابة عن العائلة الأستاذ جمال هنداوي، نظرا لتعذر حضورهم , بالإضافة إلى تكريم المخرج محمود بريش لدوره في توثيق المقابلات بصريا وإبراز وجوه المخيم بالصوت والصورة .
وعزز الجانب الفني للمناسبة كل من العازفين المبدعين هيثم مرعي,خالد حسين ,ابراهيم وهبي, محمد جمعة ومحمد مرعي بمقطوعات وطنية، استحضرت حنين اللاجئين لوطنهم المسلوب. كما قدم الفنان وليد سعد الدين مشهدا مسرحيا ,جسد فيه شخصية لاجئ يستعرض مآسي النكبة واللجوء بلغة صادقة ومؤثرة
واختتم الحفل بتوزيع نسخ من كتاب المخيم على الحاضرين، في مشهد رمزي وثق لحظة انتصار للذاكرة على النسيان، وسط تأكيد جمعية ناشط على أن هذا المشروع ليس سوى بداية لمسار أوسع في توثيق الرواية الفلسطينية، من قلب المخيمات، وبأصوات أبنائها .