دلال شحادة: الهوية الفلسطينية

 

بقلم دلال شحادة (ناشطة نسوية)

“الهوية الفلسطينية تُشير إلى الانتماء الثقافي، الوطني، والتاريخي للشعب الفلسطيني، وهي تعبير عن شخصيتهم الجماعية وتميزهم عن غيرهم من الشعوب، خاصة في ظل الاحتلال والتشتيت. تشمل الهوية الفلسطينية عدة جوانب، منها:

1. الانتماء الوطني: الشعور بالانتماء لفلسطين كوطن، سواء كان الشخص يعيش فيها أو في الشتات. ويشمل هذا الاعتزاز بالأرض الفلسطينية، المدن والقرى، الرموز الوطنية، والحق في تقرير المصير.

2. التراث الثقافي: يشمل العادات والتقاليد، المأكولات، اللباس التقليدي (مثل الثوب الفلسطيني والكوفية)، الأدب، الشعر، الأغاني الشعبية، الفولكلور، والدبكة.

3. التاريخ والنكبة: جزء أساسي من الهوية الفلسطينية هو الوعي بالتاريخ، خاصة نكبة 1948 التي تم فيها تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم، والتمسك بحق العودة.

4. القضية الفلسطينية: النضال من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق العدالة والحرية، هو محور أساسي في الهوية الفلسطينية، وهو ما يجمع الفلسطينيين أينما كانوا.

5. اللغة والدين: اللغة العربية هي المكوّن الأساسي، والدين الإسلامي والمسيحي حاضران في الوعي والهوية.

ببساطة، الهوية الفلسطينية ليست فقط مسألة مكان، بل هي أيضًا قضية وذاكرة وثقافة وانتماء، يعيشها الفلسطيني في الوطن والشتات على حد سواء.”

هذا ما كتبه الذكاء الاصطناعي حينما سألته عن الهوية الفلسطينية، وقد وجدتُ أنّه أوضح لي نقاطاً بشكل واضح تتناول خمسة جوانب من الهوية وتعتبر ركائز أساسية من الهوية الفلسطينية، على الصعيد الوطني، الثقافي، التاريخي، و الديني.

كنتُ أعتقد قبل الحرب على غزة أن الجيل القادم لن يعرف شيئاً عن فلسطين، وأنني مهما حاولت أن أشرح لبنات أخي عن جذورنا وعن عاداتنا وتقاليدنا، عن طعامنا وعن ثيابنا وعن تاريخنا وجغرافيتنا، فإنني لن أستطيع. ولكن جاءت الحرب واس ت ش ه د الآلاف، وساهمت ا س ر ا ئ يل بجرائمها أن تعود القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، وتحصل على تضامن شعبي لم يسبق له مثيل في السنوات السابقة، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الصور بسهولة إلى الأطفال قبل الكبار.

وجدتُ بنات أخي يطلبن منّي المقاطعة، وبإصرار على عدم الذهاب إلى مطعمهم المفضّل لإنه يدعم جيش العدو، بتنَ يعرفنَ كل منتوج ويبحثن عن بلد المنشأ، بتنَ يفتشنَ عن أصل كل منتوج، وأقف وكلّي فخر بهذا المقدار من العزم والإرادة.

بعد مرور ٦٠٠ يوم على حرب غزة، لم أعد أستطيع البكاء، جفّت محاجري، ووهنت أوصالي، وتعثّرت حروفي، بأخبار عابقة بدماء الش ه د ا ء. وأستغرب كيف أقف على قدميّ وأقاوم أحداث أيامي العادية.

تراني متمسكة بصُوَر قريتي في فلسطين، التي تبدو فيها حجارة بيت عمّي حسن الذي عمّره قبل أن نغادر القرية ببضع سنين، ويغلب اللون الأخضر على أرضي العذراء.

تراني أخبر بنات أخي عن قريتنا التي تقع أعلى الجبل، وتكثر فيها أشجار الزيتون، والتين، والخبيزة.

تراني أعيش في رأسي الآف القصص عن جدّي، عن أعمامي، عن قرانا المهجّرة.
هويتي الفلسطينية، تتلخص بلهجتي الثقيلة، التي لا زلتُ ألهجُ بها رغم ولادتي في مدينة صيدا اللبنانية، ولا أزال أعتزُّ بها، فهي الشيء الوحيد الباقي لي من فلسطين، الباقي لي من هويتي الفلسطينية.

تحدّثوا ما شئتم عن قرانا المهجرة، عن أكلاتنا المشهورة وغير المشهورة، عن عاداتنا وتقاليدنا، عن ثوبنا الجميل، عن دبكتنا التراثية، عن لهجاتنا ومصطلحاتنا، عن الخبيزة والخرفيش والعكوب، اجعلوا هذا محطة يومية مع أطفالكم، ولو بضع دقائق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى