صيدا غداة الغارات على “القرض الحسن”..مشهدان متناقضان 

رأفت نعيم

في مشهدين متناقضين ، استمر ” الإغلاق القسري ” لشارع رياض الصلح في مدينة صيدا الذي يعتبر الشريان الحيوي الرئيسي لوسطها التجاري تحسباً لأي استهداف اسرائيلي لمركز ” القرض الحسن ” في المدينة والكائن في الشارع المذكور ، فيما فتحت المحال التجارية في الشوارع الموازية وفي وسط السوق التجاري أبوابها لكن الحركة فيها بقيت متأثرة بالوضع الأمني الذي يخيم على الشارع الرئيسي .  

لم تنم عاصمة الجنوب صيدا ليل الأحد الاثنين وهي تترقب مسار الغارات التي استهدفت مراكز القرض الحسن في الضاحية والجنوب والبقاع ، وما سبقها من انذارات وجهها الناطق بإسم جيش الاحتلال الاسرائيلي لهذه المنطقة او تلك ،رغم ان هذه الإنذارات لم تأت على ذكر صيدا الا ان المدينة التي اختبرت غدر واجرام العدو الاسرائيلي – ومجزرة عين الدلب اقرب وأبشع مثال عليه وارتكبت دون سابق انذار وذهب ضحيتها اكثر من سبعين شهيدا -لا يمكنها ان تركن الى ما يعلنه او لا يعلنه عدو لا يؤمن جانبه ، وبالتالي كان من الطبيعي أن تتحسب المدينة لأية ضربة قد تستهدف مقر القرض الحسن في شارع رياض الصلح ( شارع المصارف ) في المدينة والذي – وبقرار من رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع وبالتنسيق مع محافظ الجنوب بالانابة ( محافظ النبطية ) الدكتورة هويدا الترك- تم اخلاؤه واغلاقه ليلاً ،كما تم اخلاء مبنى البلدية القريب من المكان واخلاء مركز للنازحين في مدرسة محاذية للمكان ونقلهم الى مركز آخر ..

حتى ظهر الإثنين كان الشارع المذكور لا يزال مقفلاً امام السيارات وكذلك حال المؤسسات والمكاتب والمصارف المتواجدة على جانبي هذا الشارع  ما انعكس شللاً فيه ، يخرقه بين الحين والآخر كسر بعض المواطنين لحاجز الخوف بعبور هذا الشارع سيراً على الأقدام او على متن دراجات نارية! . بينما بدا المشهد في باقي شوارع السوق التجاري على نقيضه ، مؤسسات تجارية فتحت ابوابها وحركة تسوق وان خجولة تأثراً بالوضع الأمني !.

فيما اعيد فتح مبنى البلدية ومرافقها بحسب ما افاد رئيسها الدكتور حازم بديع الذي حضر الى غرفة عمليات خلية ادارة الكوارث ليدير كالمعتاد أعمال الاغاثة ومواكبة وتامين احتياجات مراكز استقبل النازحين. وهو كان التقى صباحا المحافظ هويدا الترك في مركز المحافظة في سراي صيدا الحكومي بحضور مدير خلية ادارة الكوارث في بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي .

وقال بديع لــ” مستقبل ويب” انه بحث مع المحافظ الترك المستجدات المتعلقة بالنزوح وبالوضع الأمني في المدينة في اعقاب غارات ليل امس ولا سيما ماذا كان سيتم الإبقاء على شارع المصارف في وسط صيدا التجاري مقفلاً أم لا ، وأنه تبلغ منها انها ستترأس ظهرا اجتماعاً أمنياً سيتم على اساسه اتخاذ القرار بشأن هذا الشارع بمناء للتقييم الأمني.

واشار بديع الى ان اعطى توجيهاته باستئناف العمل في البلدية وهو موجود على راس فريق العمل في غرفة العمليات كالمعتاد .

اما بما يتعلق بمركز مدرسة انجيليك صليبا الرسمية الذي تم اخلاؤه ليلا كونها ملاصقاً للمبنى الذي يقع فيه القرض الحسن ، فأكد بديع انه تم نقل نازحي المركز الـ415 الى مركز آخر تحسباً وأنه في الوقت الراهن لن تتم اعادتهم الى المركز المخلى لحين التحقق من استتباب الوضع كلياً لأن هذه مسؤولية كبيرة على حد قوله !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى