“الأنباء”: اغتيال المقدح أسقط الخطوط الحمر ومخاطر توسُع بنك أهداف إسرائيل ليشمل المخيمات الفلسطينية
الأنباء الكويتية
لفت مصدر مطلع لصحيفة “الأنباء” الكويتية، إلى أنّ “القوات الإسرائيلية عملت في الأيام الأخيرة، على تكثيف غاراتها المدمرة، من استهداف المسؤولين الميدانيين في “حزب الله”، إلى ما تقول انه قصف مخازن صواريخ أو مراكز حزبية، الأمر الذي قوبل بهجمات بالمسيرات الانقضاضية طالت بعضها مناطق سكنية، حيث أصابت مدنيين في مستوطنة كاتسيرين”.
وأشار إلى أن “هذه الاستهدافات دفعت إسرائيل إلى رفع سقف تهديداتها، من الحديث عن ضرورة تغيير الوضع على الحدود مع لبنان، إلى حديث وزير الدفاع يوآف غالانت عن نقل ثقل الجيش من الجنوب إلى الشمال، وربما هي المرة العاشرة التي يتحدث فيها عن تحريك هذه القوات”.
وذكرت “الأنباء” أنّ “المخيمات الفلسطينية في لبنان تشهد منذ أعوام تحديات أمنية متصاعدة، الا ان التصعيد الأخير الذي طال مخيم عين الحلوة في صيدا باغتيال العميد خليل المقدح، يشكل نقطة تحول خطيرة في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، لأن استهداف المقدح، المعروف بدوره البارز في المقاومة الفلسطينية، لاسيما رفد الضفة الغربية بالسلاح والمال وربما المقاتلين، يحمل دلالات كبيرة تتجاوز حدود المخيم؛ لتطرح تساؤلات حول نوايا إسرائيل المستقبلية تجاه المخيمات الفلسطينية في لبنان”.
وأوضح مصدر أمني فلسطيني في بيروت لـ”الأنباء”، أنّ “اغتيال المقدح جاء في وقت حساس، إذ تعاني المنطقة من تصاعد في التوتر بين القوى الإقليمية والدولية، وفي خضم حرب ضروس تمتد من قطاع غزة إلى لبنان وصولا إلى ساحات بعيدة أخرى. هذا الاغتيال لم يكن مجرد حادثة أمنية، بل هو رسالة واضحة من إسرائيل بأنها لن تتردد في استهداف أي عنصر تعتبره تهديدا لأمنها القومي، حتى لو كان ذلك خارج حدود فلسطين المحتلة”.
وشدّد على أنّ “في ذلك اسقاط لكل الخطوط الحمر، وهذه الرسالة تحمل في طياتها عدة أبعاد، أولها التأكيد على أن إسرائيل لا تعتبر المخيمات الفلسطينية في لبنان خارج نطاق عملياتها العسكرية. وثانيها، تصعيد الضغوط على القوى الفلسطينية في لبنان، لزعزعة استقرار المخيمات وزرع الفتنة بين مختلف الفصائل”.
وأشار إلى “مخاطر توسيع بنك الأهداف الإسرائيلية لتشمل المخيمات الفلسطينية”، مؤكّدًا ان “ضم المخيمات الفلسطينية إلى بنك أهداف إسرائيل العسكرية، يمثل خطرا كبيرا ليس فقط على اللاجئين الفلسطينيين، بل على الاستقرار الأمني في لبنان ككل. فالمخيمات التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة وتوترات داخلية بين الفصائل، قد تتحول إلى ساحة مواجهة مباشرة في حال استمرت إسرائيل في استهدافها. وهذا السيناريو سيزيد من تعقيد الوضع الأمني في لبنان، الذي يعاني أصلا من أزمات سياسية واقتصادية خانقة”.
كما حذّر من ان “استهداف المخيمات الفلسطينية في لبنان لاسيما مخيم عين الحلوة الذي يعتبر عاصمة الشتات، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، حيث يقطن في هذه المخيمات آلاف المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال. وأي استهداف للمخيمات سيزيد من معاناة هؤلاء السكان، ويؤدي إلى نزوح جماعي يزيد من الضغط على المناطق اللبنانية المجاورة”.
وركّز المصدر على انه “لا يمكن إغفال البعد الإقليمي والدولي لمثل هذا التطور العسكري، لأن استهداف إسرائيل للمخيمات الفلسطينية في لبنان قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة، إذ لن تقف الفصائل الفلسطينية ومعها حزب الله مكتوفي الأيدي إزاء هذا التوسع الإسرائيلي. كما أن مثل هذه العمليات ستضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية وإنسانية، في اتخاذ القرار المناسب بردع إسرائيل قبل فوات الأوان”.
وأضاف: “ان اغتيال العميد خليل المقدح هو مؤشر على مرحلة جديدة من التصعيد الإسرائيلي تجاه المخيمات الفلسطينية في لبنان. وإذا استمر هذا النهج، فإن المخاطر ستكون جسيمة على الأمن والاستقرار في لبنان، وعلى حياة آلاف المدنيين من فلسطينيين ولبنانيين وجنسيات أخرى يقطنون في المخيمات أو محيطها”.
وأكّد أنّه “يجب على القوى اللبنانية والفلسطينية العمل معا لمواجهة هذه التحديات، وتفادي تحويل المخيمات إلى ساحة مواجهة عسكرية جديدة في المنطقة، من خلال خطة عملية ببُعدين: داخلي يستهدف حماية المخيمات عبر أعلى درجات التنسيق بين مؤسسات الدولة اللبنانية والجهات الفلسطينية، وتحديدا سفارة دولة فلسطين في لبنان. وخارجي عبر تفعيل الدبلوماسية الوقائية في عواصم القرار الرئيسية والدول الشقيقة والصديقة، لشرح مخاطر إقدام إسرائيل على استهداف المخيمات، بأبعادها الآنية الإنسانية، والطويلة الأمد المتصلة بتصفية القضية الفلسطينية”.