عامر معطي: ابن صيدا… لا يطلب صوتكم… بل ليكون صوتكم

 

محمد دهشة

لم يكن قرار رئيس مجلس إدارة مجموعة “معطي غروب”، السيد عامر معطي، بالترشح لعضوية المجلس البلدي في مدينة صيدا، قرارًا عابرًا أو سعيًا وراء منصب أو موقع سلطوي على عتبة الانتخابات، بل جاء امتدادًا طبيعيًا لمسيرة بدأها منذ عقود في الشأن العام وخدمة الناس بصمت، وتكريسًا لقناعةٍ راسخة بأن من تشرّب وجع الناس لا يرضى أن يقف متفرّجًا حين تُفتح أبواب القرار العام.

ومعطي، الذي اختار أن ينضمّ إلى لائحة “سوا لصيدا” برئاسة المهندس مصطفى حجازي، لا طمعًا بمنصب، ولا سعيًا وراء لقب، بل وفاءً لمدينة احتضنته صغيرًا، وترعرع فيها، ورافقته في دروب العمل والنجاح، حتى باتت صيدا بالنسبة له أكثر من مسقط رأس… إنها بيته الواسع، وأبناؤها عائلته الكبيرة.

وفي زمنٍ كثرت فيه الشعارات، يطلّ معطي برؤية واقعية، يحمل في قلبه وجع الناس، كما يحمل في عقله خططًا تنموية واضحة. لم يكتفِ بالنجاح في بناء المشاريع السكنية والتجارية في صيدا وبيروت والسعودية، بل أراد أن ينقل خبرته في العمل البلدي للتطوير والإنماء، ليصبح جسرًا يربط بين الطموح والعمل، وبين الواقع والحلم.

هو ابن التجربة العصامية، الذي شقّ طريقه بإرادة لا تعرف الانكسار. لا يتحدث عن النجاح كمنجز شخصي، بل كفرصة لخدمة الآخرين، مؤمنًا بأن الشأن العام ليس منصّة وجاهة، بل موقع أمانة ومسؤولية. ومن هنا، يضع في برنامجه الانتخابي رؤًى عملية لتعزيز البنية التحتية، وتحسين الخدمات، وتنشيط الاقتصاد المحلي، على قاعدة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتكريس روح الفريق الواحد داخل المجلس البلدي.

ولأن التنمية لا تعني الحجارة وحدها، فقد كانت لصوت عامر معطي بصماته في دعم الحياة الثقافية والسياحية والاجتماعية. من مساهماته في جمعية “أصدقاء زيرة صيدا”، إلى إيصال المياه للجزيرة، وإنارة أحياء المدينة في شهر رمضان… كانت يده ممدودة بالعطاء، بعيدًا عن الأضواء، قريبًا من الناس. وما لا يعرفه كثر هو مبادرته إلى دفع تكاليف إصلاح العطل الذي طرأ على الأذان المركزي في مساجد صيدا حين صمت وبقي وقتًا من الزمن.

اليوم، يطل عامر معطي مرشحًا، لا ليمثّل فئة دون أخرى، بل ليكون لسان حال الجميع: أهل السوق، والعامل، والشاب الحالم، والمرأة المكافحة، والمواطن الذي يريد بلدية تحاكي طموحه وتوفّر له أفضل الخدمات. يقول في مجالسه: لن يكون صوت التجار وتجار البناء والإعمار فقط، بل صوت كل الناس، وعنوانه: “خدمة الناس شرف لا يُطلب، بل يُؤدى بصدق ونية طيبة”.

يؤمن بأن لا شيء مستحيل أمام الإرادة والعزيمة. فحين تتوافر النية الطيبة، تتبعها الإمكانات، وتتذلل العقبات، وتتحقق العدالة الاجتماعية من خلال معالجة المشاكل المزمنة التي يرزح تحتها المواطنون، وهي حقوقهم البديهية وواجب على من تصدّى للمسؤولية العامة.

إنها ليست مجرد ورقة في صندوق الاقتراع، بل صوت ثقة بمن سيمثل المدينة في مجلسها البلدي الجديد، ومعطي فيها لا يطلب التأييد لنفسه، بل يدعو للتكاتف من أجل صيدا، لتكون المدينة التي يستحقها أبناؤها، والبلدية التي ترعى أحلامهم، وترفع صوتهم عاليًا… لا من خلفهم، بل عنهم جميعًا. إنها ليست حملة انتخابية، بل وعدٌ بالوفاء لمدينةٍ أعطته الكثير، وآن أوان ردّ الجميل لها من موقع المسؤولية.

معطي، الذي يدعو الناس إلى ممارسة حقهم في الانتخاب والاقتراع لمن يرونه مناسبًا، يعلن اليوم التزامه بأن يكون صوتهم الصادق تحت قبة المجلس البلدي؛ حاملًا همومهم، مدافعًا عن حقوقهم، وممثّلًا لأصحاب المشاريع كما للناس البسطاء، ليرتفع صوتهم جميعًا عبره، لا من خلفه. معطي، ابن صيدا الآدمي، يستحق ان ينال ثقكتم ويخوض التجربة البلدية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى