تقرير أشلاء غزة في مقابر الأرقام: حرب بلا نهاية وأرواح بلا قبور

يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في يومه الـ326، مع تكثيف القصف الجوي والمدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، مما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا والمصابين وتفاقم الأزمة الإنسانية. شهد اليوم عدة هجمات عنيفة تركزت بشكل رئيسي في وسط وجنوب القطاع، وسط حالة من النزوح الجماعي للسكان واشتداد الحصار الإسرائيلي على المنطقة.

القصف الإسرائيلي واستهداف المدنيين:

بدأ اليوم بقصف مدفعي استهدف منطقة المصدر في دير البلح وسط قطاع غزة، مما أسفر عن إصابات بين المدنيين. تبع ذلك قصف عنيف استهدف منزلًا في مخيم المغازي، أسفر عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين، بينهم عائلات بأكملها. وفقًا لوزارة الصحة في غزة، ارتكبت قوات الاحتلال ثلاث مجازر في القطاع خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وصل عدد ضحاياها إلى 41 شهيدًا و113 مصابًا، ما يرفع إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 40,476 شهيدًا و93,647 مصابًا.

تصاعد الأزمة الإنسانية:

صرحت الأونروا أن الوضع في قطاع غزة كارثي للغاية، حيث أجبرت العائلات على النزوح من منازلها تحت وطأة القصف المتواصل. يفاقم الحصار المفروض على القطاع الأزمة، إذ تحاصر الدبابات الإسرائيلية المناطق السكنية، وتواصل الغارات الجوية قصف الأهداف المدنية. تعيش آلاف العائلات الفلسطينية في ظروف إنسانية صعبة، بدون مأوى أو موارد أساسية.

احتجاز جثامين الشهداء:

أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن عدد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي بلغ 552 شهيدًا، بينهم 149 جثمانًا تم احتجازهم منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر. يشكل هذا العدد أكثر من نصف الشهداء المحتجزين منذ عودة سياسة الاحتجاز عام 2015. وتقدر المصادر أن عدد الشهداء المحتجزين من غزة بالمئات، إلا أنه لا توجد أرقام رسمية من الاحتلال حول العدد الدقيق.

تدمير البنية التحتية واستهداف المرافق المدنية:

استمر القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة، مستهدفًا المباني السكنية والمرافق المدنية. في شارع يافا شرق مدينة غزة، أدى قصف منزل يعود لعائلة زينو إلى استشهاد 7 أفراد من العائلة. كما أسفر قصف شقة سكنية في عمارة التاج بشارع اليرموك وسط المدينة عن استشهاد 5 أفراد من عائلتي النعسان والصفدي. وفي مخيم المغازي، قُتل 7 أفراد من عائلة صيدم “ثابت” في قصف استهدف شقتهم. وفي الجنوب، استهدف القصف المدفعي مقر جمعية سواعد في دير البلح، مما أسفر عن إصابات عديدة.

وفي خان يونس، جنوبي القطاع، استهدفت الغارات الجوية منزلاً لعائلتي زيادة وحمدان، ما أدى إلى استشهاد 5 أفراد وإصابة آخرين. كما أسفر قصف سيارة في منطقة ميراج شمال رفح عن استشهاد المواطن إبراهيم حسان ضهير. وفي منطقة المحطة شمالي خانيونس، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية نسف، مما زاد من حجم الدمار والمعاناة في المنطقة.

في اليوم الـ326 للحرب على غزة، يستمر الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين، مع استمرار الحصار والقصف العنيف على القطاع. الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا، مع تفاقم الأزمات الإنسانية والنقص الحاد في الموارد الأساسية. ومع استمرار العدوان، يتواصل النزوح الجماعي للسكان، فيما تبقى غزة محاصرة تحت وطأة الحرب والقصف، في انتظار تدخل دولي يوقف هذه المأساة الإنسانية.