صحيفة بريطانية: هجمات حزب الله حولت شمال إسرائيل إلى منطقة أشباح
قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن البلدات والقرى الواقعة على الحدود بين إسرائيل ولبنان تحولت إلى منطقة مهجورة بسبب الهجمات الصاروخية المتواصلة التي يشنها حزب الله اللبناني، ويخشى محللون أن تكون نذيرا لبداية حرب شاملة.
وذكرت الصحيفة في تقرير ميداني أن حملة القصف المستمر دفعت أكثر من 60 ألف إسرائيلي إلى النزوح من منازلهم في المنطقة الحدودية، وأحالت 43 تجمعا سكانيا في شمال إسرائيل إلى مدن أشباح، لكن بلدة واحدة هي كفر فراديم لم يتم إخلاؤها رسميا بعد، ومع ذلك فر بعض سكانها جنوبا إلى مناطق أكثر أمانا.
وإذا كان أحد أهداف الحرب هو ممارسة الضغط على أراضي العدو فإن حزب الله يكون قد نجح دون الاضطرار إلى شن هجوم واسع النطاق، بحسب تقرير “تايمز”.
وكان الحزب اللبناني قد أعلن الأسبوع الماضي أنه نفذ أكثر من 2100 عملية عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفق الصحيفة البريطانية، فقد درج حزب الله على إطلاق وابل من قذائف الهاون والطائرات المسيرة وصواريخ مضادة للدبابات موجهة بدقة يوميا على إسرائيل.
وقد أسفر هذا الصراع المحتدم عن مقتل 25 إسرائيليا و430 شخصا داخل لبنان، منهم 342 عنصرا في حزب الله، بحسب الصحيفة البريطانية التي حذرت من أن خطر اندلاع حرب شاملة يتزايد كل ساعة.
وأشارت إلى أن حزب الله أقدم الثلاثاء الماضي على أكثر تحركاته جرأة حتى الآن حين نشر لقطات من طائرة تجسس مسيّرة كانت تحلق فوق سفن حربية إسرائيلية في ميناء حيفا.
وقال نصر الله في الفيديو إن “المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف”، خاتما تصريحه بتحذير كل “من يفكر بالحرب معنا سيندم”.
وأفادت صنداي تايمز بأنه من غير الواضح على الإطلاق ما إذا كانت إسرائيل تمتلك القدرة العسكرية لتدمير حزب الله وتكبيد لبنان هزيمة ساحقة مثلما أعلن وزير خارجيتها يسرائيل كاتس.
وأضافت أن ثمة اعتقادا بأن حزب الله لديه ترسانة من الأسلحة تضم 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك المئات التي يمكن أن تصل إلى جنوب إسرائيل.
وبالإضافة إلى ذلك فإنه يمتلك نحو ألفي طائرة مسيرة قادرة على القيام بعمليات انتحارية وجمع معلومات استخبارية، إلى جانب أحدث قدرات الحرب السيبرانية (الإلكترونية).
ورسم مواطن من جنوب أفريقيا يقطن في كفر فراديم صورة قاتمة لأوضاع البلدة الواقعة في شمال إسرائيل وتأثيرها على أولئك الذين آثروا البقاء بمنازلهم في الجانب الإسرائيلي.
وقال للصحيفة “يعيش الناس في الجنوب تحت تهديد الصواريخ من غزة، ولكن لديهم بضع ثوان للركض بحثا عن مأوى، لكن هنا ليس لدينا حتى ثوانٍ، نحن وجها لوجه مع حزب الله، لذا فإن البقاء هنا يعني المخاطرة بحياتك وأنت تترقب تدمير منزلك، نحن بحاجة إلى أن تستعيد لنا حكومتنا حياتنا”.
ونقلت الصحيفة عن ساريت زيهافي -وهي ضابطة سابقة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والمديرة الحالية لمركز ألما للأبحاث والتعليم الذي يُعنى بتحليل تكتيكات حزب الله- أنها على قناعة بأن هجوما كبيرا وشيك الوقوع.
وقالت إن “حزب الله يريد انهيار إسرائيل، وهو على استعداد للانتظار حتى يحين الوقت المناسب، ويتحلى بطول الأناة، وسيضرب في لحظة لا نتوقعها ولا يمكن التنبؤ بها”.
ولفتت زيهافي إلى أن حزب الله بنى شبكات أنفاق واسعة النطاق على الحدود مزودة بالسلالم والكهرباء ومكيفات الهواء، ولكن دون وجود فتحة على الجانب الإسرائيلي.
وتابعت أن بناء تلك الأنفاق استغرق عقدا من الزمن، وأن الجيش الإسرائيلي اكتشف منها 6 فقط منذ عام 2019.