خطة عربية لإعادة إعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار على ثلاث مراحل
الأربعاء 05 مارس 2025

ودعت الدول المشاركة في القمة المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى تقديم دعم سريع لهذه الخطة، التي تهدف إلى إعادة إعمار القطاع بأيدٍ فلسطينية، مع التركيز على التعافي المبكر وإعادة بناء البنية التحتية.
تفاصيل مراحل إعادة الإعمار
وتتضمن الخطة المصرية، التي أُعدَّت بالتعاون مع البنك الدولي ومنظمات دولية أخرى، ثلاث مراحل رئيسية:
-مرحلة التعافي المبكر (6 أشهر): تشمل إزالة الركام، توفير السكن المؤقت للنازحين، وترميم المنازل المتضررة جزئيًا، بتكلفة تُقدَّر بـ 3 مليارات دولار.
-المرحلة الأولى من إعادة الإعمار (عامان): تتضمن استكمال إزالة الركام، بناء 200,000 وحدة سكنية، استصلاح 20,000 فدان زراعي، وإنشاء مرافق حيوية مثل محطات معالجة المياه والكهرباء، بتكلفة تبلغ 20 مليار دولار.
-المرحلة الثانية من إعادة الإعمار (عامان ونصف): تركز على مشروعات اقتصادية كبرى تشمل إنشاء منطقة صناعية على مساحة 600 فدان، وميناء بحري، ومركز للتكنولوجيا، ومطار غزة، بتكلفة تُقدَّر بـ 30 مليار دولار.
وتحتوي الخطة، التي تتألف من 112 صفحة، على خرائط تفصيلية ومخططات لمشروعات الإسكان والبنية التحتية، بالإضافة إلى تصورات بصرية حول إعادة إعمار القطاع.
الجوانب السياسية والإدارية للخطة
أكدت الخطة على ضرورة وجود حل سياسي دائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، مشددة على أهمية حل الدولتين كمسار لتحقيق الاستقرار في المنطقة. كما دعت المجتمع الدولي إلى دعم الجهود المصرية والقطرية والأمريكية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وضمان استمراريته.
وفي إطار الإدارة الانتقالية للقطاع، تحدثت الخطة عن تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة غزة لمدة ستة أشهر، تتكون من شخصيات مستقلة وتكنوقراط تحت مظلة حكومة السلطة الفلسطينية. كما تعمل مصر والأردن على تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية استعدادًا لنشرهم في القطاع للحفاظ على الأمن، فيما يتم النظر في إمكانية نشر قوات دولية لحفظ السلام.
الوضع الإنساني والاقتصادي في غزة
وكشف تقرير صادر عن البنك الدولي، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، أن الحرب الأخيرة في غزة أسفرت عن استشهاد نحو 47,000 فلسطيني، بينهم 13,000 طفل و7,200 امرأة، وإصابة أكثر من 110,000 آخرين، بينما نزح داخليًا 1.9 مليون شخص.
ووفقًا للخطة، بلغت الخسائر المادية في القطاع 29.9 مليار دولار، فيما قُدِّرت الخسائر الاقتصادية والاجتماعية بـ 1.19 مليار دولار، ليصل إجمالي الاحتياجات التمويلية إلى 53.2 مليار دولار. وشملت أبرز القطاعات المتضررة:الإسكان: 16.3 مليار دولار،التجارة والصناعة: 8.1 مليار دولار،الصحة: 7.6 مليار دولار، التعليم: 4.1 مليار دولار، المواصلات: 2.9 مليار دولار
تداعيات على الصحة والتعليم
وأظهرت البيانات أن 95% من المنشآت التعليمية في غزة تضررت، ويُستخدم معظمها كملاجئ للنازحين. وأسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 11,000 طالب، بينهم 788 في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، مع إصابة أكثر من 17,000 آخرين، وسط أزمة نفسية حادة يعانيها الطلبة الناجون.
أما في القطاع الصحي، يعاني أكثر من 350,000 شخص من أمراض مزمنة دون قدرة على الوصول إلى العلاج؛ بسبب نقص الأدوية وتعطل المستشفيات. كما تم تسجيل أكثر من 1.8 مليون إصابة بأمراض معدية نتيجة تدهور الوضع الصحي.
وتعتمد الخطة المصرية على بيانات ميدانية، صور أقمار صناعية، وتحليل وسائل التواصل الاجتماعي لفهم الاحتياجات الفعلية للسكان، بما يضمن تنفيذ إعادة الإعمار وفق معايير علمية دقيقة.