الأحمد من بيروت: تعليق حوار “فتح” – “حماس” في الصين
كشف عضو اللجنة التنفيذية لـ»منظمة التحرير الفلسطينية» لحركة «فتح» المشرف العام على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، عن تأجيل الحوار الثنائي الذي كان مقرّراً عقده في نهاية شهر حزيران الجاري، بين حركتي «فتح» و»حماس» بوساطة صينية بهدف إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وذلك استكمالاً لحوار سابق جمع الطرفين في نيسان الماضي في بكين.
الأحمد الذي يزور لبنان في مهمة خاصة برفقة رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، تتمثّل بالإشراف على مؤتمر «فتح» السادس، الذي عقد في سفارة دولة فلسطين في بيروت، وجرى فيه انتخاب قيادة الحركة التنظيمية – قيادة إقليم لبنان، أبلغ مسؤولي فصائل «المنظمة» خلال اجتماع بهم، «أن حوار الصين تأجل إلى إشعار آخر».
وفيما أوضح أن أسباب التأجيل ترتبط بما يجري من عدوان إسرائيلي على غزة وحرب الإبادة، رجّحت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» أن يكون انتظار جلاء صورة المرحلة على ضوء المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في القطاع، والحديث عن اليوم الثاني ما بعد الحرب بعد رسم سيناريوات مختلفة حول مصيره في المستقبل.
وقد جاء تأجيل الحوار في الصين بعد لقاءات عديدة على مدى سنوات طويلة آخرها في شباط الماضي عقد في العاصمة الروسية موسكو، وفي تركيا (كانون الأول 2023)، ولقاء بمدينة العلمين المصرية (تموز 2023) وفي الجزائر (تشرين الأول 2022) وغيرها، من دون أن تُسفر عن خطوات عملية لإنهاء الخلافات.
ومنذ العام 2007، تعاني الساحة الفلسطينية انقساماً سياسياً وجغرافياً حيث سيطرت «حماس» على القطاع وشكّلت حكومة خاصة، في حين تدير الضفة الغربية حكومة شكّلتها «فتح» بزعامة الرئيس محمود عباس، ولم تفلح كل محاولات رأب الصدع التي جرت برعاية رئاسية مصرية وجزائرية وتركية وصينية.
ورغم تعثر الحوار، أطلق الأحمد خلال زيارته إلى لبنان دعوة جديدة إلى الوحدة الفلسطينية وطي صفحة الخلافات في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، إلا أنه لم يعقد أي لقاء ثنائي بين قيادتي الطرفين (فتح – حماس)، علماً أن اجتماعاً وحيداً عقد بينهما على مستوى الساحة اللبنانية، في بداية شباط الماضي، منذ عملية «طوفان الأقصى» وتناول تعزيز أمن المخيّمات وتطوير العمل الفلسطيني المشترك وتنظيم نشاطات موحّدة دفاعاً عن وكالة «الأونروا» في وجه محاولات إنهاء عملها.
وأكد الأحمد «أن «فتح» كانت ولا زالت تتمسّك بخيار الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار المنظمة الممثّل الشرعي والوحيد لشعبنا وتعمل لأجلها لمواجهة وجبه كافة المشاريع والمحاولات التي تستهدف تصفية قضيتنا والنيل من مشروعنا الوطني الفلسطيني وتسعى لتهجير شعبنا عن أرضه وتكرار النكبة له». وشدد على أنّ «الانقسام في الساحة الفلسطينية ليس صناعة فلسطينية وإنما صناعة خارجية لا تريد للشعب الفلسطيني أن يمارس حقه في تقرير مصيره وإنهاء احتلال أرض وطنه ومنع قيام دولته المستقلة. لكن شعبنا سينتصر في نهاية المطاف، وأن الاحتلال ومستوطنيه إلى زوال في ظل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة».
وعقد الأحمد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين بحضور دبور، والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، المدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري، الأمين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان بحضور ونائب الأمين العام للجبهة علي فيصل وأعضاء المكتب السياسي عدنان يوسف وإبراهيم النمر، وكذلك أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون مصطفى حمدان.